لا يخفى أن القرآن الكريم كتاب هداية، ودليل إلى الوصول إلى الكمال البشري، لينال الناس سعادة الدنيا والآخرة، كما قال - تعالى -: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (124) سورة طـه (123 -124) سورة طه. فالقرآن الكريم يهدي للتي هي أقوم من العبادات والاعتقادات، والآداب والأخلاق، فهو سبيل السعادة والنور المبين.
ولهذا فإن المجتمعات الإسلامية والدول والحكومات عندما تهتم بحفاظ كتاب الله - تعالى - وتكرمهم، وتقيم لهم المسابقات، وترصد لهم الجوائز والاحتفالات، إنما تفعل ذلك لما ينتظر منهم من أن يكونوا مشاعل للنور، مفاتيح للخير يدعون الناس إلى القرآن الكريم، ويهدونه إلى آدابه والتخلق بأخلاقه من الالتزام بالعقيدة السليمة الصحيحة، والقيام بالواجبات الدينية، كالصلاة، والصيام، والحج، وأداء الزكاة، والصدق، والأمانة، والبعد عن المحرمات، والفواحش والمنكرات، كالشرك بالله تعالى، والكذب، وشرب الخمر، وغير ذلك مما نهى الله عنه في كتابه الكريم .
والخلاصة أن حافظ كتاب الله تعالى ينبغي أن يكون قدوة عملية لغيره، وداعياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة ؛ لأن الخيرية الموعود بها حافظ القرآن لاتنال إلا بشرطين: أولهما: أن يتعلم القرآن، والثاني: أن يعلمه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com