|
أكد عضو لجنة تحكيم منافسات الدورة الرابعة والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره الأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ أستاذ القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أن هذه المسابقة أعظم المسابقات على الإطلاق؛ إذ تعلقت بالقرآن الكريم كلام رب العزة والجلال الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فمن ذلك تأتي تلكم المكانة العظيمة السامية، والمكان ولا أفضل منه ولا أقدس؛ إذ تقام في المسجد الحرام عند بيت الله العتيق أول بيت وضع للناس مباركاً وهدى للعالمين، ثم تأتي الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - الذي تعلق قلبه بالقرآن والسنة وخدمتهما علماً وعملاً ونشراً وتحكيماً.. وها هي مسابقة المؤسس - طيب الله ثراه ورحمه رحمة واسعة - المسابقة الدولية الأولى في حفظ القرآن وتفسيره تنعقد في هذه البقعة الطاهرة، مهوى الأفئدة ومهبط الوحي.
وواصل القول: إن المسابقة تنعقد وهي في أبهى حللها روعة وتنظيماً وإبداعاً.. وها هو وفدها الكريم من حملة كتاب الله تعالى وفدوا ضيوفاً مكرمين معززين منذ أن وطئت أقدامهم بلاد الحرمين الشريفين، بما حملوه من القرآن العظيم في صدورهم.. جاؤوا طلباً لرضا الرحمن الذي علم القرآن في تنافس شريف {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين، الله الذي رفع قدرهم ومكانتهم فجعلهم أهله وخاصته، وأي تكريم بعد هذا التكريم، فحمداً لله تعالى على ما يسر وأعان وأنعم وتفضل كرماً وجوداً.. ثم الشكر لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من الرعاية والعناية بهذه المسابقة الكريمة، ولسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان الرأي والحكمة، والشكر موصول لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ الذي يبذل فكراً وجهداً ومتابعة في الارتقاء والتطوير بما أكسب المسابقة إقبالاً متميزاً وحضوراً عالمياً ومستوى علمياً عالياً.
وانتهى إلى القول: إن مسابقة الملك عبدالعزيز أصبحت قدوة لغيرها من مثيلاتها علماً وتنظيماً وإعداداً في كل جوانبها؛ فجزى الله الجميع خير الجزاء على هذه الجهود المباركة، وجعلها في موازين حسناتهم، وهنيئاً للمتسابقين بالمكانة والمكان والرعاية.. هنيئاً لهم بهذا الفضل والاصطفاء من الله تعالى.. هنيئاً لهم وهم بين إخوانهم في بلدهم.. وأسأل الله تعالى أن يجعلهم من العلماء العاملين الذين تنهض لهم أمتهم وأوطانهم إلى ما فيه العزة والرفعة في ظل دين الإسلام الحنيف دين الوسطية والسلام والكرامة {قُلْ بِفَضْلِ اللّه وَبِرَحْمَتِه فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (58) سورة يونس.