|
فإن أول ما يلهج به اللسان هو الثناء على الله بما هو أهله أن منّ بالعافية, وأتم النعمة علينا في وطن الأمن والإيمان بشفاء مليكنا وإمامنا, وبالألفة والمحبة واللحمة بين الراعي والرعية, فالحمد لله كثيرًا كما أنعم كثيرًا, قدر ولطف, وابتلى وعافى, ثم تهنئة من القلب لوالدنا ومليكنا وقائد مسيرتنا وحامي وحدتنا خادم الحرمين الشريفين, ونسأل الله أن يمد في عمره على الطاعة والإيمان, وأن يجعل ما ألمّ به طهورًا ورفعة في الدارين, بنجاح هذه العملية الجراحية, وتجاوز هذا العارض الصحي, وبالنعمة الكبرى علينا بالتلاحم والمحبة المتبادلة, فهذا الرصيد الشعبي الذي يمتلكه مليكنا في قلوبنا جميعًا هو من نعم الله, وهو من أعظم المنجزات, وما من شك أنه ثمرة إخلاص ووفاء, وتحمل للمسؤولية, ورعاية للأمانة, بسببها كتب الله لمليكنا هذا القبول, وأصبحت المملكة كلها تتألم لما يصيبه ويكتبه الله ويقدره عليه, وفي مقابل ذلك تعيش أفراحًا متوالية إذا انتهت هذه المحن, وكيف لا تكون نعمة والله يمتن على رسوله وخليله محمد صلى الله عليه وسلم بجمع القلوب عليه, وتوحد الأمة على طاعته, فيقول: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}, يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله على هذه الآية: «{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} فاجتمعوا وائتلفوا، وازدادت قوتهم بسبب اجتماعهم، ولم يكن هذا بسعي أحد، ولا بقوة غير قوة اللّه، فلو أنفقت ما في الأرض جميعا من ذهب وفضة وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النفرة والفرقة الشديدة {مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} لأنه لا يقدر على تقليب القلوب إلا اللّه تعالى».
فاجتماع الكلمة ووحدة الصف والمشاعر هي من أجل النعم, وبها يستدفع المسلم البلايا والفتن, وينظر إليها على أنها مما يدرأ الله به عن وطن الإسلام زوابع الفتن, ودعوة الفرقة التي يحركها من يرون مصلحتهم في استهداف الوطن.
ألا ما أسعدنا بخبر هذا النجاح, ونسأله سبحانه أن يتمه بالعفو والعافية وأن يجعله نهاية الآلام, وما أسعدنا بهذا الوفاء المتبادل والمحبة والدعوات الصادقة التي ترتفع في جنح الظلام إلى الرب الرحيم الرؤوف المنان الكريم أن يحفظ الله لوطننا خادم الحرمين الشريفين, ونبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم جعل الخيرية منوطة بهذه المحبة فقال: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم, ويصلون لكم وتصلون عليهم».
أدام الله على وطننا هذه النعم, ودفع عنا النقم, وحفظ لنا قيادتنا ومتعهم بالصحة والعافية.
والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية - الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء