في صفحة الرأي بتاريخ محرم 1434هـ تحدثت إحدى الأخوات عن ما شهدته من التسهيلات وسرعة إنجاز العمل في محكمتين في الرياض واختصرت انطباعاتها قائلة: بعدما لمسته من دقة وحسن معاملة وسرعة في التنفيذ ونظافة في المكان وتيسير في سير المعاملات فإنني أقول هنيئاً للمملكة بآلية عمل هذا القطاع وهو المحاكم ومنسوبوها، وهنيئاً للمواطن والمقيم على تيسير أموره وحل قضاياه على أيدي أناس أفاضل أخلصوا لدينهم ولعملهم ووطنهم وللإنسان بشكل خاص.. إلخ.
وأقول أرجو أن يكون ما شاهدته الأخت الكاتبة في انتظار النساء من حسن التعامل والتنظيم هو نفسه السائد في انتظار الرجال في هذه المحاكم كما نرجو أن يسود مثل ذلك في سائر المحاكم في بلادنا وهذا متحقق بحمد الله ولكن بدرجات متفاوتة ربما على مستوى المحكمة الواحدة، فهناك قضاة يتحلّون بالتواضع وحسن التعامل مع المراجعين وأصحاب القضايا ويتجنبون أسلوب الزجر والنهر.
وقد تقلّص هذا كثيراً في محيط المحاكم وحلّ محل ذلك كله أسلوب التسامح والإرشاد لكل من يجهل بالكلام على القاضي أو على خصمه فضلاً عن التجاوزات الأخرى من بعض العوام وقليلي الإلمام بثقافة التعامل لدى الجهات التي تتطلب ذلك ومنها المحاكم، وقد ساعد على تحسين مستوى التعامل هذا أن جميع الجهات ذات العلاقة بالمراجعين صارت تتعامل معهم بكثير من الأريحية والاحترام وتسهيل إجراءات الأعمال والخدمات المقدمة لهم ثم هناك مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء الذي يعنى بتيسير إجراءات العمل في المحاكم وتوفير بيئة مريحة للتقاضي يسودها التواضع وحسن التعامل بخلاف التقطيب والزجر والنهر الذي أقل ما فيه أنه يعكر صفو العلاقة بين القاضي ومراجعيه ويؤثّر سلباً على قضاياهم والمؤمل أن يتلاشى تماماً كل شكل من أشكال التعامل غير الجيد في محيط المحاكم وأن يدرك الجميع أن ما يهم المراجع لأي جهة هو حسن التعامل بالدرجة الأولى ثم يأتي بالدرجة الثانية تيسير إنجاز الأعمال والخدمات. وقديما قالوا: بشاشة وجه المرء خير من القرى.
وهنيئا لنا بمحاكم لا نصب فيها ولا صخب.
- محمد الحزاب الغفيلي