جاء الانتصار الكبير والمتكرر للهلال (4-1) على الأهلي ليعيد ترتيب الكثير من الأوراق المبعثرة داخل أروقته والكثير أيضاً من الثقة في القائمين عليه لدى جماهيره لاسيما أن ذلك تزامن مع تجديد عقد محمد القرني وإبرام عقد احترافي مع سلطان البيشي، وبعد أيام قليلة من موعد التجديد مع الموهوب سلمان الفرج.. ويبقى الأكيد أن جماهير الهلال مازالت تتطلع إلى نتائج ومستويات أفضل للاطمئنان على حال فريقها بصورة أكبر..

** الذين تساءلوا عن سر نهوض الهلال بسرعة من أي كبوة يتعرض لها وعلى عكس ما يحدث في فرق أخرى، أقول لهم: إن الهلال (في الغالب) لا يعتمد على الجانب النفسي في تحقيق انتصاراته وإنما على الجانب الفني (موهبة أغلب لاعبيه وإمكاناتهم ومهاراتهم) صار من السهل عليه أن ينهض من كبواته..

** الجانب النفسي مهم وله إيجابياته في مسيرة أي فريق ولا نختلف على ذلك، ولكن هذا الجانب لا يمكن أن يكون هو أهم جانب في استمرار الحصول على البطولات.. الفرق التي تعتمد على الجانب النفسي (أكثر من الفني) من الممكن أن تحصل على بطولة أو بطولتين (خروج المغلوب) ومن ذات النفس القصير، بيد أنه لا يمكن أن تستمر في تحقيق البطولات (أقصد بطولات النفس الطويل) ولأن هذه الفرق ستسقط وستنكشف بعد أول انتكاسة والأهلي ربما كان أحد تلك النماذج!

** هناك من سيقول ولكن الهلال غاب عن تحقيق الآسيوية لأسباب نفسية.. نعم ربما أتفق -نوعا ما- مع من يقول ذلك لأن أغلب الأسباب لا يمكن أن يكون لها علاقة بتلك الأسباب النفسية وإذا وضعنا بعين الاعتبار أن أكثر من نصف البطولات الآسيوية التي خسرها كان لابد من خلالها أن يتعرض لمعاناة خارجة عن إرادته (طرد كوزمين.. غيابات اضطرارية لبعض نجومه.. أو سوء حظ.. إضافة إلى حرمانه من مشاركة دولييه أو نصفهم).. خصوصاً أن فرق الشرق الآسيوي أصبحت تتطور وصارت أفضل من فرقنا، وتتفوق عليها..

** من كثر ما يسألون عن عدد أهداف هذا النجم أو ذاك اعتقاداً وزعماً منهم بأن الأوفر أهدافاً سيكون هو الأفضل من بين كل اللاعبين أصبحت أخشى من أن يخرج علينا من يسأل عن عدد أهداف محمد الدعيع.

هوساوي هو (اللي يخاف)

** برر أسامة هوساوي خسائر البطولات الآسيوية الأربع التي شارك الهلال فيها بالارتباك والخوف.. هذا التبرير ينطبق على هوساوي وحده وفي المقام الأول لأنه هو من يرتبك.. ويخاف.. ومن (تتصافق رجليه) والدليل هو أخطاؤه السهلة والمكلفة في المباريات الحاسمة والمفصلية ومثلما حدث ذلك منه أمام ذوبهان والاتحاد وغيرهما ولأنه كمدافع متواضع بدنياً ومهارياً..

** اللاعبون المهرة والواثقون من أنفسهم ومن إمكاناتهم لا يرتبكون.. لا يخافون في المباريات الحاسمة.. هل يعقل أن نقول إن رادوي أو ويلي أو نيفيز والعابد وياسر والشلهوب كانوا يرتبكون ويخافون؟.. بالتأكيد لا يعقل على عكس هوساوي واسألوا الثنيان وسامي والدعيع عن ذلك..

** لو افترضنا (أقول لو افترضنا) أن مبررات هوساوي كانت صحيحة.. أليست هذه من أسرار الهلال.. ألم يكن من واجبه ألا يبوح بها خصوصاً أن الهلاليين أكرموه بتقلد شارة القيادة.. لكن قالوها من زمان (..... أو تدرون خلوني ساكت أفضل).

** باختصار.. هوساوي اتهم لاعبي الهلال بما يعاني منه شخصيا كمدافع وربما أن هذه المعاناة وكونه قائدا للفريق قد انعكست سلباً على نفسيات وأداء بعض زملائه اللاعبين والمدافعين منهم وتحديداً وهنا أقصد بالذات من خلال المباريات المفصلية والحاسمة، ولأنه في المباريات (اللي فيها ضغط نفسي رهيب وكبير) - يظهر وكأنه أفضل المدافعين وما عندك أحسن منه..

** قالوا: إن أغلب المعلقين ميولهم صفراء: فقلنا: ليتها وقفت على المعلقين لأن أدوارهم تقتصر على خارج أرض الملعب، وحدّهم (ميكرفون وكلام).. المشكلة إذا كانت هذه الميول هي من يتحكم في قرارات أولئك الذين تكمن أدوارهم من خلال المستطيل الأخضر..

** أخطاء التحكيم هي (جزء من اللعبة).. نعم صحيح ولكن في السابق، أما في الوقت الحالي (المواسم الأخيرة) فقد أصبحت الأخطاء التحكيمية هي (أغلب اللعبة) وبعد أن تزايد حجمها حتى بلغت درجة أنها أصبحت هي من يحدد نتائج الكثير من المباريات..

** مباراة الليلة بين الأهلي والاتحاد سيكون عنوانها (نكون أو لا نكون) وبالذات لدى الأهلي.. من حسن حظ الأهلي أن الاتحاد لم يعد ذاك الفريق القوي.. كل الأماني ألا تتكرر هذا المساء مهازل الآسيوية..

من أجل التاريخ

** في عام 1412هـ أقيم مهرجان اعتزال للدولي الاتفاقي السابق صالح خليفة.. في مباراة الاعتزال التقى الاتفاق (المطعّم بعدد من نجوم الكرة السعودية آنذاك).. التقى الأهلي المصري على ملعب الراكة، وقد انتهت النتيجة أهلاوية بهدفي أسامة عرابي ومحمد رمضان (ضربة جزاء).

** من النوادر.. أن النجم المعتزل صالح خليفة فاجأ الجميع بالنزول يومها إلى أرض الملعب من طائرة هيلوكوبتر هبطت داخل أرض الملعب.. وكان أبرز النجوم المشاركين (من خارج الاتفاق) ماجد عبدالله وعبدالله الدعيع وفهد المصيبيح وأحمد جميل ومحمد عبدالجواد ومحيسن الجمعان وفهد المهلل وناصر المنصور، وقاد المباراة الحكم عبدالله الناصر ومحمد الشريف وعبدالله الخالدي وعلي الشمراني..

** (خسارة مغيبة ومنسية) في بطولة القارات عام 99م خسر منتخبنا الوطني بنتيجة (2-8) من منتخب البرازيل.. حتى أيضاً خسارة منتخبنا (صفر-6) أمام المنتخب الأولمبي الألماني في أولمبياد لوس أنجلوس 84م هي الأخرى خسارة مغيّبة.. ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.

** إجابة سؤالي السابق: الفرق الثمانية التي دربها خالد القروني خلال موسمين متتاليين هي: الرياض والحمادة والمزاحمية والطائي والحزم والوحدة والشعلة والاتحاد..

** أما سؤالي اليوم فهو: في أي عام، وأي شهر احتفل النادي الأهلي بمرور خمسين عاماً على تأسيسه؟.. ومن كان رئيس الأهلي وقتها؟