لا تَسْتَبِقْ، فَخَريْفُ شوْقِكَ أخَّرَكْ
لو كُنْتَ أنْتَ، وَصَلْتَ؛ لكن لَمْ أرَك
يا صاحبي هل يَسْتوي مَنْ ماتَ وجــ
ــداً والذي بِقَلِيْلِهِ ما أخْبَرَكْ
لَكَ أخْلُقُ الأعْذارَ، ثُمَّ تُمِيْتُها
فَيَعُوْدُ يُجْبِلُني الهوى أنْ أعْذُرَكْ
وَيَحُوْلُ بيني والمُضِيِّ إلى النَّوى
عَطْفُ الفُؤادِ وخَوْفُهُ أنْ أخْسَرَك
أَيَمِيْلُ قَلْبُكَ للتَّنائي كُلَّما
زَارَتْكَ رُوْحي أمْ وَفائي بَعْثَرَكْ
إنْ قُلْتُ إنَّكَ في الهوى مِثْلي
كَذِبْتُ وإن رأيْتُ فإنَّني لَنْ أُبْصِرَكْ
يا بَهْجَةَ الدُّنيا، وَرائحةَ الصِّبا
يا وَجْهَ أُمِّي كَيْفَ لِيْ أنْ أُنْكِرَكْ
وأنا الَّذي أهْواكَ صِرْفاً لَيْسَ لِيْ
فِيْ ذاكَ أَمْرٌ مُسْتَذَمٌّ غَيَّرَكْ
فأخَذْتَ تَنْظُرُ لِيْ بِعَيْنٍ مِلْؤها
رَيْبٌ، وأُخْرى لِمْ تَزَلْ فِيْ المُعْتَرَكْ
حَمَلُوا عَلَيْكَ عَواذِلِيْ، فَحَمَلْتَهُم
وَكَسَرْتَ مَنْ خَيَّرْتَهُ فَتَخَيَّرَكْ