في كتابه المُعنون: “كيف أصبحنا نحن؟”، يُشدّد المفكرالإيراني الشهير (صادق زيبا كلام) على الدور الأساسي للعامل الإيراني الذاتي، في تخلـّف الإيرانيين، مُستهزئا بالخطاب السياسي الرسمي الرائج، الذي يـُعلـّق أزمات إيران وتخلـّفها على مشجب الاستعمار والمؤامرة الصهيونية الامبريالية.
في حواره مع صحيفة “ صبح آزادي “ الإيرانية 10 -8-2011 م، يتحدث (صادق زيبا كلام) عن العنصرية الفارسية الاستعلائية إلى الآخرين، فيقول: “أعتقد أن كثيرا من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق في ذلك بين مُتدين وغير مُتدين”.
واعتبر “أن تصريحات المسؤولين في الجمهورية الإسلامية هي تصريحات عنصرية، بالدرجة الأولى، أكثر مما هي سياسية... مثلا - والكلام لا زال للمفكر الإيراني - حين يقول أحد كبار المسؤولين الإيرانيين، مُخاطبا العرب: هل أنتم بشر؟. هل في الإمارات (العربية المتحدة) أصلا تعداد بشري يُعتدّ به؟. لو أن الإيرانيين الساكنين في الخليج الفارسي (...) نفخوا إلى الجهة الجنوبية لذهبَ العرب مع الريح ..”.
أكد المفكر (صادق زيبا) على “أن كثيرا من المثقفين الإيرانيين يُبغضون العرب، وثمة متدينون كثرا ينفرون منهم. لكن هذه الظاهرة هي أكثر انتشارا بين المثقفين الإيرانيين، في الوقت الذي تنتشر بين المتدينين بزخم لعن أهل السنة”.
و في تشريحه التاريخي للعلاقة بين العرب والفرس، ذكـّر المفكر الإيراني “أن جذور كراهية النخبة الفارسية للعرب ترجع إلى أكثر من 1400 سنة، عندما هزم العربُ المسلمون الفرسَ في معركة القادسية”.
ورأى أن جميع المحاولات الجدّية الممنهجة التي بـُذلت في عهد الشاه، واليوم في عهد ولاية الفقيه، لتصفية اللغة الفارسية من الكلمات والمصطلحات العربية، “هي ترجمة عملية لمشاعر العنصرية الفارسية تجاه العرب”.
المفكر الإيراني الشهير (صادق زيبا)، عبّر عن يقينه بأن “لا مفرّ من مواجهة هذه الذات الفارسية العنصرية، بكل فظاعاتها وتشوّهاتها العميقة، الساعية دوما إلى تجاهل قـُبحها بالإنكار والهروب إلى الأمام”، مؤكدا “أن لا سبيل للعلاج من تلك الآفات، إلا باجتثاث جذور داء العنصرية الكامن في العقل الإيراني، سواء كان متعلما مثقفا، أو لم يكن”.
يعرف (صادق زيبا)، كما سائرعقلاء إيران، أن صانعي العنصرية ومُستهلكيها هم في خندق واحد. بالأحرى: في فراش واحد.
ألم يقل (كلود ليفي - شتراوس): إن كل القتلة عنصريون، وكلّ العنصريين قتلة، لأنهم خرجوا من بطن واحدة؟.
وها إن العين العرجاء، والذاكرة العرجاء، والرؤوس العرجاء، تـُغرق إيران في الأزمنة العرجاء.
Zuhdi.alfateh@gmail.com