اطلعت على ما رسمه هاجد في جريدة الجزيرة عدد 14656، والذي يظهر فيه طالب غربي، تحتوي حقيبته الدراسية على مأكولات ذات عناصر غذائية مفيدة، وطالب سعودي تحتوي حقيبته الدراسية على مجموعة من المعجنات، ومن المشروبات الغازية.. لفتة هادفة إلى أهمية الاستفادة مما لدى الآخرين من أمور حسنة، ومن ثم تعزيزها بين أفراد المجتمع. لكن الملاحظ أن الاهتمام بما عند الغرب، قد اقتصر عند البعض في تقليدهم في لباسهم، وفي عاداتهم وتقاليدهم الخاصة بهم، وفي بعض مآكلهم ومشاربهم.
بينما الأمور الحسنة عندهم، مثل: احترام المواعيد، والجد والإخلاص في العمل، واحترام الأنظمة والقوانين، والتزوّد من المعرفة وحب الاطلاع، ومعرفة ما لهم وما عليهم، وتشرّبهم لتلك المعرفة، لا يحظى بالنصيب الأوفر من الاهتمام، وهو ما ينبغي أن يحرص عليه الجميع.
ولا ضير ولا عيب، في الاستفادة مما عند الأمم الأخرى من تجارب ما دامت لا تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء. ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم استفاد المسلمون في غزوة الخندق مما لدى الفرس من وسيلة في صد الغزاة، وذلك حينما أشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق، كما يفعلون في بلادهم، حينما يداهمهم الأعداء، ولا يقدرون على مجالدتهم وجهاً لوجه، وكذلك فعل المسلمون في عصر الخلفاء الراشدين، وفي دولة بني أمية ودولة بني العباس. فالحكمة ضالة المؤمن، فأنَّى وجدها، فهو الأحق بها.
محمد بن فيصل الفيصل - المجمعة