قرأت مقالة الكاتب القدير محمد عبداللطيف آل الشيخ في عموده (شيء من) بعنوان: (العقل قبل شجاعة الشجعان) بالجزيرة ليوم الأحد 4-1-1434هـ تحدث فيه الكاتب عما يحل حالياً بغزة من تدمير للبنية التحتية وللأشخاص وأن العنتريات التي تطلقها حماس بين الفترة والأخرى وصواريخها العادية التي لا تؤثر، لم تزد القضية الفلسطينية إلا تدهوراً.. الخ حديثه الذي أعتقد أنه يحكي الواقع ولذلك خيار السلام هو الخيار الوحيد المطروح والممكن للتطبيق، وهنا يتضح لكل متابع ومراقب أن هناك خللاً في العمل السياسي الفلسطيني وعلى رأسه استمرار الانفصال الغزاوي عن الحكومة الشرعية الفلسطينية وعدم إتمام المصالحة لأن هناك قوى إقليمية تتحكم بقرار حماس وتفصل نصف الجسد الفلسطيني عن نصفه الآخر نتيجة حسابات إقليمية لهذه القوى وللأسف أن حكومة حماس لا زالت تفضل الارتهان لها لمصلحة سلطوية على حساب الوطن وقضيته.
إسرائيل في كل مرة وبغطاء دولي وأحياناً شرعي وباسم الدفاع عن النفس تدمر المباني والجسور ومقومات الحياة في غزة مع قتل الأنفس بسبب صواريخ حماس لتظهر حماس وتستغيث بالعالم الإسلامي لتحصل على فلاشات سياسية وإعلامية سرعان ما تخبو تحت شعار التهدئة وإيقاف القتل الإسرائيلي ثم تبدأ غزة بجمع التبرعات وإعادة الإعمار وهكذا دواليك، وهنا يبرز سؤال كبير هل هذا ما تبحث عنه حماس من تجديد الحياة والوجود لها أم أنها تبحث عن تحرير الوطن وإتمام عملية السلام، فلو كانت حماس متحمسة لذلك لأتمت المصالحة وانصهرت مع السلطة الوطنية في عمل سياسي عربي وأممي لتحقيق السلام لأن مبدأ القوة قد اسقط لعدم التكافؤ، وكثيرون يشكون في خطوة حماس الأخيرة فلربما أنها جاءت لخلط الأوراق في المنطقة والتخفيف عن الجبهة السورية الداخلية وصرف الأنظار عنها بمباركة إيرانية وروسية، والله أعلم. ولذا أعتقد أن كل أبناء الشعوب العربية العقلاء يتمنون على حماس إتمام المصالحة بنية صادقة لمصلحة بلدهم.
- محمد المسفر