قرأت مقال الأستاذ حمد القاضي الذي هو بعنوان (لغة الحاء بدلاً من الضاد)، وأقول: حمد القاضي له من اسمه الأول والعائلي نصيب، فهو من مادة (حمد) وهي الشكر، وبها دائماً الحمد لله - ولكن الضاد التي منها القضاء - القاضي.. الضيف.. الضمير فهو أحد الحروف التي تنفرد بها لغتنا العربية الجميلة، ولا أستطيع أن أقول إن تسمية لغتنا بالحاء أفضل من الضاد التي منها: الحقد، والحسد، والحمار، والحجارة، والحنق، والحجام، والحميم، والحمى، والحصباء، والحسرة)، والتي أنت بعيد بحائك في اسمك الأول عن كل هذه.. ولماذا ترفض الضاد وهي اسم عائلتك الكبير، لكن على أي حال كنت أتمنى أن تكتفي لغتنا بأحد هذين الحرفين - الضاد أو الظاء، لأن الفرق بينهما بسيط جداً.. وكثير من المتحدثين يخلطون بينهما نطقاً وكتابة لتقاربهما نطقاً ومعنى.
لغتنا يا أبا بدر هي أسمى من أن تكون لغة الضاد أو لغة الحاء.. هي لغة القرآن الكريم المعجز لفظاً ومعنى وانتقاء.
وهذه اللغة الجليلة المقدسة هي الوحيدة التي نزل بها آخر كتب السماء المنزلة وما زال يُتلى بها.. فالتوراة والإنجيل قد بدّل الناس في لغتها وفي نصوصها الأصيلة التي أنزلها بها الله وأوصى بها إلى رسله - أما العربية فهي باقية مصونة لم يمسها أدنى تحريف ولا تبديل، وبها يُتلى القرآن الكريم.
إني لا أعرف لغة تنسب إلى حرف من حروفها غير العربية التي لا أعرف من أطلق عليها هذا الاسم - ولا أجد في تكنيتها بلغة الضاد أي تمييز، بل إنها تبدو لي مثل بيت بشار بن برد:
خاط لي عمرو قباء
ليت عينيه سواء
فاسأل الناس جميعاً
أمديح هذا أم هجاء
والمعنى في بطن الشاعر، وفي كل ما أكتب عن اللغة العربية لم أذكر أنها لغة الضاد، ولا أخفيك سراً أنني كثيراً ما أخلط كتابة بين الضاد والظاء. لذا لا نقبل أيضاً أن تُسمى لغة الحاء.. حيَّاك الله يا أبا بدر.. وأكثر من أمثالك الفاهمين الغيورين على لغتهم.
وتحية بالحاء أيها الحميم الحبيب..
- محمد بن أحمد الرشيد