إصلاح السلوك العام مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الدعاة والوعاظ ومسؤولي الجهات الرقابية، بل كلنا دعاة إلى الخير والمعروف ونهاة عن الشر والظلم الذي ما تفشى في أمة قوية إلا أضعفها ولا مجتمعة إلا فرقها وزرع العداوة والبغضاء بين الناس. ومن المظالم التي يقع فيها بعض الناس وأصبحت من الأمور المألوفة وغير المنكرة ما يلي:-
- ظلم العمال والخدم بمنعهم بعض حقوقهم أو تأخيرها أو تكليفهم بما لا يطيقون أو بما لا يلزمهم.
- ظلم الموظفين بتقديم ترقية بعضهم على بعض، وكذا ظلم الموظفين في تقويم الأداء بحرمان بعضهم من التقويم الذي يستحقه وإعطاء بعضهم أكثر مما يستحقه.
- ظلم طالبي العمل على وظائف العمال والخدم لدى الجهات الحكومية بدعوى عدم وجود وظائف وتوظيف غيرهم من أقارب العاملين وذوي الواسطة، وكذا الحال في وظائف الشركات والبنوك والتي ينبغي أن يكون التوظيف عليها بمعرفة جهة مسؤولة لتحقيق مبدأ العدالة.
- تعطيل مستخلصات المقاول وكذا تعطيل منح الأراضي وما شابه ذلك من المصالح التي لا تسير إلا بدهن السير.
-الظلم في نقل مرفق يعم نفعه الوطن والمواطنين في إحدى المحافظات إلى محافظة أخرى.
وأخيراً، فإن كل تجاوز للأنظمة يترتب عليه الإضرار بمصالح الأفراد أو الجماعات أو جلب منفعة غير مستحقة لهم هو من الظلم المحرم. فليتق الله كل حريص على دينه وعلى تجنب دعوات المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب، ولا عبرة بقول الشاعر الجاهلي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد
ذا عفة فلعله لا يظلم