لا أعرف لماذا هو حظ العرب وحدهم ودون سائر الأمم والقوميات والأثنيات والشعوب (يرتكس) من خيبة إلى خيبه حتى يوصلهم إلى أعماق وحل التاريخ و(عطن) الجغرافيا ومستنقعات السياسة التي تموج بطنين (الواغش) وكثافة الطحالب والرياح المثقلة بالأمراض والأوبئة التي تحمل في هبوبها العاصف الشديد رائحة الدم المسفوح بلا شفقة وصراخات الجوعى وأنين المرضى وبكاء الأيتام وعويل الأرامل اللواتي يحثن التراب على رؤوسهن والرماد بدلاً عن الحناء والزعفران.
أقول لماذا هو هكذا حظ العرب المبتلين (وحدهم) دون سائر الأمم بحكام طغاة لا يعرفون غير المسدس حتى مع أبسط الكلام وعتاة يتبعون لهم يطلقون النار نحو (كبد القصيدة) ويقصفون بالمدافع الازهار لأمها تتفتح كل يوم ولا تهتف باسم الحاكم الديكتاتور العظيم، حامي حمى البلاد، أقول لماذا هو حظ أمتي الحبيبة هكذا؟, هذه الأمة التي انطلقت كمارد من ضوء أرجله فوق رمضاء الجزيرة العربية وهامته فوق السماء فـ (عم ضياؤها) الأخاذ كل الكرة الأرضية بلا استثناء.
أقول: ماهذا البلاء وأكرر أهو حظ هذه الأمة العظيمة هكذا؟
لقد خذلها الانقلابيون
والعسكر الوطنيون
والديمقراطيون
والثورجيون الجدد
فيارب هذه الخليقة، أي هذا
العلي المتعالي الصمد
أنقذ الأمة من هذا (الكمد)
فليس سواك أحد
وليس سواك أحد
أحد، أحد، أحد.