يضع وزير العمل نفسه في مواقف لا يُحسد عليها، عندما يظهر في المناسبات العامة ليتحدث عن إنجازات وزارته التي تختلف في كل مناسبة عن الأخرى، نحن نفهم أن الوزراء يتحدثون عن منجزاتهم بشكل إنشائي، حسب الزمان والمكان اللذين هم فيه، لكن أن تختلف الأرقام، فهذا عليه علامات استفهام، ربما تسيء إلى الوزير إعلامياً.
كثيرون يشعرون بالملل عندما يخرج عليهم وزير برسومات بيانية وإحصاءات رقمية،كلها تقف في صفه، دون أن يكون هناك أي رقم ضده، باستثناء أرقام الوزير السابق له. واللوم على أولئك الذين يعدّون للوزير هذه العروض، ليرضوا غروره من جهة، وليظهروا أمامه كإداريين خارقين، حققوا معه ما لم يتحقق في أي عهد سابق.
الأرقام الصادقة هي التي تضع الأصابع على الجروح، وتقود للشفاء. الأرقام المضللة هي التي ستؤول بالوزير ومن معه الى الوقوع في خانة عدم الثقة، من قبل الأطراف التي تتعاطى مع الوزارة. هذه الأطراف أكثر من يضرها هم الموظفون الذين لا يعبأون بهم، كما يعبأون بصورة رؤسائهم وصورهم في المشهد الإعلامي.
إن رقم مثل 448 ألف عاطل، ورقم آخر مثل 1.3 مليون عاطل، ورقم ثالث مثل 1.8 مليون عاطل، سوف لن تدل إلا على تهالك برامج وزارة العمل، ابتداءً من حافز ومروراً ببقية البرامج والقرارات الأخرى.