من العبارات المتكررة على ألسنة الأمهات، والآباء، في وقتنا الراهن، عبارة : « الله يعيننا على تربية أبنائنا في زمنهم هذا»،
مع أن كل الأمهات على مر العصور, والدهور يتمنين الأمنية ذاتها، إذ لكل زمان احتياجاته، ومتغيراته, وله مؤثراته, ومعلوماته، بل مفاهيمه, وعمومياته، وخصوصياته، وسماته, ..
لكن تبقى الأخلاق ذات عرى وثيقة، لا يختلف أمرها في أي زمان، ومكان،.. وإن اختلفت سبل التعبير عنها، إلا أنها متى ما تفلتت، وتضعضعت، وشابها خلل، وداخلتها علل..., فإن مهمة التربية تكون صعبة..
ولعل هذا ما ترمي إليه مقاصد الوالدين وهما يتمنيان القدرة المعينة لهما في شأن تربية أبنائهما، في زمننا الذي استشرى فيه الفساد، وأشرعت له المنافذ, وتيسرت له السبل، وتحللت عرى مواثيق الأخلاق الفاضلة بين عامة الناس، وغالبيتهم ..
فــ «الأمم الأخلاق ما بقيت ...» كما قال الشاعر، وأرسل قوله يتناسب مع كل زمان، وفي كل مكان، «إن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا» !..
وحضارات الأمم في مدنيتها، وتطورها، ونهضتها لا تقوم إلا على عناصر بشرية ذات أخلاق، فالأخلاق هي العمل، والأداء, وأسلوب التعامل، والتعايش، والإنجاز, والكسب, والتبضع, والتزاوج، والاختلاف, والتصالح, والتفاعل، والتجاور، والإتقان .. بل الحرب، والسلم..
الأخلاق هي التشريع للقوانين، والحدود، والنظم، والسلوك..
وهي أس الأمن, والسلام, والخير, والإيمان ..
وهي دافع العبادة، واليقين, ومعرفة الحياة، وفهم الدنيا..
ترى في ضوء العديد من معطيات الواقع الخاذل للأخلاق، الصادم لذويها،...
كيف ستكون مهمة هؤلاء الأمهات، وأولئك الآباء ..؟!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855