عندما يصف - رئيس الوزراء التركي - رجب طيب أردوغان، إسرائيل بأنها: “دولة إرهابية”، حيث يعد ما تفعله في غزة إرهابا، فهذه شهادة على أن إرهاب الدولة، تمارسه إسرائيل بشكل واضح، وعلى نطاق واسع، وبأحدث الأسلحة المتطورة ، التي تؤمنها بسخاء الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتندرج سياسة الإرهاب وفق منظومة “حرب إبادة”...
... لا تخدم سوى سياسة وجود دولة إسرائيل، حتى ولو كانت على حساب حياة شعوب بأكملها.
بينما العالم - كله -، ينادي بالحرب على الإرهاب، فإن لائحة الأعمال الإرهابية التي نفذتها إسرائيل، أطول من أن تُسرد كاملة في مقال؛ لكنها تبرز بشكل أساس، - من خلال - استقراء تركيبة أيديولوجية “الإرهاب الإسرائيلي”؛ لممارسة التطرف العنصري، والسلوك الإرهابي تجاه الفلسطينيين، - باعتبار - أن التطرف، والإرهاب، صفتان متلازمتان للسياسة الإسرائيلية . فهي باختصار، انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في حده الأدنى من العيش الكريم، تندرج وفق سياسة عنصرية حاقدة، تمارسها بشكل منظم، عن طريق ارتكابها لجرائم حرب، وإبادة بشرية . وتلك سياسة رسمها بن غوريون، - مؤسس الكيان الصهيوني - حين قال: “بالدم، والنار سقطت يهودا، وبالدم، والنار ستقوم ثانية”، بل يؤكد مناحيم بيغن، على أهمية الإرهاب في صنع التاريخ، وصياغته، بقوله: “إن قوة التقدم في العالم ليست للسلام، بل للسيف”، وكتب في مذكراته: “أنا أحارب، إذن أنا موجود “، وفي كتابه “الثورة”، يقول: “من الدم، والنار، والدموع، والرماد، سيخرج نموذج جديد من الرجال، اليهودي المحارب”.
دولة إسرائيل تلعب في الوقت الضائع، وهي أعجز من أن تعطل حركة التغيير في الوطن العربي، ويبدو أنها تعيش عقدة بطء الإدراك، وفهم الأمور، واستيعاب الأحداث؛ ما نتج عنه عدم قدرتها على التأقلم مع المستجدات المثيرة، والتي تتطلب منها فهما للأحداث، والاعتراف بالأمر الواقع، ومع هذا لا تزال تستخدم القوة العسكرية؛ للاستيلاء على الأرضي، والمقدسات.
ستبقى إسرائيل فاقدة لكل مشاعر الإنسانية؛ مما يعني: أن قطاع غزة سيكون مستهدفا في المستقبل، وأن احتمالات المواجهة لا تزال قائمة، بما فيها زرع خلايا تجسسية؛ تمهيدا للقيام بأعمال أمنية تحت شعار “حماية المصالح الإسرائيلية، والدفاع عن النفس”. ومثل هذه الأعمال الإجرامية، ستواجه برد فعل مقابل له في الاتجاه الآخر، يتمثل في تصاعد المقاومة شدة، واتساعا، وهو ما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وجميع العهود، والمواثيق الإنسانية.
إذا أخذنا في اعتبارنا كل المعطيات، التي تصب لصالح القول، بأن الفلسطينيين لن يتخلوا عن حقهم في إقامة دولة مستقلة تجمعهم، فإن ما يحدث في غزة هذه الأيام علنا، لا يعد جريمة ضد الإنسانية فحسب، بل مؤامرة كبيرة لأمريكا. وهو دليل قاطع على أن النتائج السلبية، التي تتحملها أمريكا جزاء دعمها للإرهاب الإسرائيلي، يتنافى مع مواد الدستور الأمريكي، وإعلان حقوق الإنسان، ولكل الأخلاقيات الإنسانية.
drsasq@gmail.com