لفترة طويلة من الزمن كانت (المواصفات السعودية) هي الأقوى في المنطقة، وكانت علامة المواصفات السعودية بمثابة (صمام الأمان) للمشتري والمستهلك!
رغم أن هناك مواصفات (خليجية) إضافية تعتمد على الرفاهية أكثر، كانت تجذب بعض السعوديين خصوصاً في السيارات وغيرها، إلا أن المواصفات السعودية ظلت هي المطلب الأول حتى (للتاجر الخليجي) نفسه، لما تتمتع به من صرامة ودقه وحذر ومطابقة لشروط السلامة والجودة! أما اليوم فلم يتبق سوى (الفوال) الذي في ناصية شارع بيتنا لم يضع علامة تدل على توافقه مع (طبقة الأوزون) على أكياس (فول الجرة) والقلابة التي يبيعها على (نفر من حاراتنا)، وبعض عمال البناء والتسليح الذين (يرشون) الفول (بالحمضيات) لتتماسك بطونهم إلى آخر النهار!
أمر مفرح أن معظم منتجاتنا حاصلة على شهادات جودة وتميز، إلا أن (المحير) أن علامات الجودة هذه أصبحت مثل (تطريز الزينة ) على العلب والمنتجات وأنا هنا لا أشكك في هذه الشهادات بقدر ما أنتظر من الجهات التي منحتها، معرفة هل هذه المصانع والمنتجات ما زالت (تحافظ) على استحقاقها لهذه العلامات والشعارات والشهادات من خلال (الرقابة اللاحقة) والتقييم المستمر؟!
إن تقييم المنشأة ومنتجاتها للحصول على (علامة الجودة) يجب أن يخضع لإجراءات طويلة ورقابية (صارمة) للتأكد من أن المواصفات التي قدمت للحصول على هذه العلامة أو تلك، (مواصفات دائمة) ستستمر طوال فترة الإنتاج لتشمل جميع المنتجات، وليست مواصفات وقتية لمطابقة (لجنة الفحص)، أتمنى أن لا يكون الأمر مجرد (رسوم) تدفع للاشتراك في خدمة الحصول على شهادة من باب (الكشف) لمرة واحدة والتأكد من المواصفات، وأمورنا طيبة!
والدليل أن مصانع بعض المنتجات مثل الحليب والألبان، والعصائر والمخابز... إلخ، حاصلة على شهادة مطابقة عالمية مثل (الأيزو للجودة الشاملة) أو شهادة (المصنع المثالي) أو شهادة (التميز) وغيرها من الشهادات والعلامات، مع أنها تصارع من أجل البقاء في سوق المنافسة!
وهو ما يطرح سؤالاً حول مصداقية مثل هذه (العلامات التجارية) ومدى جديتها وعلى أي أساس منحت هذه المصانع مثل هذه الألقاب التي قد تكون مضللة (للمستهلك العادي) وتعطي انطباعاً أن هذا المنتج خضع لمعايير (فائقة) من الرقابة والجودة والمتابعة (أكثر من غيره) وهو ما لم يحدث بالضرورة!
بالمقابل باتت أسواقنا مرتعاً لكل المنتجات (المزوَّرة) والمقلَّدة، التي تصل بعضها من دول الجوار؟!
لذا كيف يمكن حماية أسواقنا؟! وإعادة الهيبة (لمواصفاتنا السعودية) وعلاماتنا التجارية؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com