وقع حادثُ سير في طريق الحرمين في مدينة جدة، ونتج عن هذا الحادث حريقٌ هائل. ومعروف أن هذا الطريق يعاني اختناقات مرورية لا مثيل لها، ومعروف أيضاً أن لا مجال لسيارات الإسعاف والإطفاء الوصول لموقع الحادث، مما يعني ضحايا بشرية وخسائر مادية، ناهيك عن الكارثة المحتملة لو أن صهريج غاز مخالفاً عبر أمام الحريق.
هذا الأمر يتكرر كل يوم، ليس في الطرق الداخلية لمدن مثل الرياض وجدة والمدينة والدمام، بل حتى في الطرق الدائرية التي يُفترض أنها تفكَُ الاختناقات، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من الهيئات والقطاعات المعنية بتخطيط المدن.
فالحوادث تقع كل يوم، منها البسيطة التي يتوقف أصحابها إلى أن تصل سيارات التأمين، ولا أحد يعرف متى وكيف ستصل، ومنها الخطيرة التي تستدعي وصول سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني، ولن تصل طبعاً.
ما حدث بعد حريق مستشفى بقشان بوسط جدة، سيعطينا درسين مهمين.
الدرس الأول، أن هناك حاجة ماسة لإجراء تجارب إخلاء حريق وهمية متواصلة، بهدف تدريب العاملين عليها.
الدرس الثاني، أن تكون هناك مسارات طوارئ في الطرق، تسهل لسيارات الإنقاذ الوصول لمواقع الحوادث.
وإن كان العذر بأن السيارات العادية ستستخدم هذه المسارات في الأحوال العادية، فلا أظن أن من طبّق نظام ساهر، المتخصص في إصدار أغلى المخالفات على متجاوزي سرعة 70 كيلومترا، سيعجز عن إصدار مخالفات أغلى بكثير على مستخدم مسارات الطوارئ!.