قدكنت في مطلــع شبابي من ألد أعداء الجهل والتخلف والأمية بما فيها الأمية الثقافية أي جهل المتعلم في الثقافة العامة وما أكثرهم اليوم بحيث إنك قد تصادف أستاذاً جامعياً ولكنه ويا للفظاعة لا يعرف أين تقع مدينة عدن ولا عاصمة السويد ولا يعرف من هو أحمد شوقي أو المنفلوطي.
وكنت أدعو إلى تثقيف المجتمع - بالرغم عنه واقتحام الكتاب الصالات الفارهة في المنازل الأنيقة، وكنت أدعو أن تحمل حتى وسائل النقل العامة الكتب لتوزيعها على الركاب وأدعو أن تفرض الدولة على المواطنين الاشتراك الجبري في المطبوعات الوطنية وأن تكون (الثقافة العامة) مادة تدرس في المدارس في مراحلها الإلزامية بل وحتى المراحل العليا.
وكنت أنذر من كارثة الجهل التي ستجتاح المجتمعات العربية وتفتح باباً شاسعاً لمروجي الشعوذة والسحر والأحاجي والخزعبلات.
ما علينا من ذلك كله ولا عليك عزيزي القارئ من ادعاءاتي الكثيرة لأنني أنا الآخر اليوم ذلك الجاهل!! وأقولها بكل صراحة مطلقة ومكمن جهلي بل جهلي كله يكمن في (الأمية التكنولوجية) أي أنني على عداء مطلق مع أجهزة الاتصال وأستعين بأطفالي على القيام بواجباتي الثقافية التي تتطلب ذلك بما في ذلك إرسال هذه المقالة إلى الجريدة.