أحيانا كثيرة يكون الموت زائرا رؤوفا بنا..
ونكون منه قريبين كما هي قربى الشغاف من القلب..!
نحبه حتى أننا نتمناه إن كان راحة,..
لا نهابه حتى أننا ننتظره مشيئة للرب..
تمتد عيوننا صوب قدومه.., ولا نتوانى عن الاستعداد له..
نرمم كسورنا به..
ونجبر خواطرنا بنزوله..!
نتعود أن نرتب بقايانا كي يأتي ونحن في منتهى الإحساس بمجيئه..
ونحفظ دموعنا كي تكون صبيبا لإطفاء لهب الفقد الذي يحدثه في المكان..,
والفراغ الذي يبسطه من حولنا..
الموت حين يكون على هذه الهيئة فلأنه الخلاص..
لكن ممن..؟ وكيف..؟ وإلى أين..؟
ربما لأنه يُفضي إلى هناك..
حيث رحمة تُرتقب..
وحيث جنة تُؤمَّل..
وحيث مكيال لا يزن إلا عدلا..
يا الله كم أنت بموتانا، وبنا رحيما..
فقد كنت بنا، وبهم على الأرض كذلك..
وظنُّنا بك في منازلنا الصغيرة تحت الأرض أن تكون كذلك..
وأنت معنا في فسحاتك الساشعة يوم لقائك أن تكون أكثر رحمة..
وأجود استجابة.., محققا وعدا نطمئن يقينا فيه، وإيمانا بك..
يا رب، كما جعلت الموت رحيما بهم..
اجعل القبر رؤوما بهم...ومن ثم بنا..
واجمعنا راضيا عنا، في فردوسك يا رحيما يُرتجى..
و..
قد كنتُ إليهم حين غادروا فرادى..!
فتأخرت عنكم أعزتي أياما قليلة مضت..
بي امتنان كبيرلخالد المالك الأخ الإنسان..
وعبد الإله الابن العزيز بمكتبه.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855