أرض وقرض للمواطنين والمواطنات ما هو حظهن من ذلك؟ الأرامل والمطلقات لهن مثل ما للذكور أرض وقرض! لكن المتزوجات تستثنيهن كل الأنظمة والقرارات الجديدة من ما تمنحه للمواطنين وحتى لاتذهب سنوات العمر الجميل بالمرأة وهي تبذل وتربي ثم تسمع وهي في الخمسين أو الستين كلمة (عاجبك ولا الباب مفتوح) فتتلفت بعد أن تبتعد عن الباب الذي انغلق دونها لتجد أن ليس أمامها إلا الفراغ بينما مضى أجمل العمر دون ضمانات. تحمي الأنظمة الخليجية النساء والأطفال من رعونة بعض الرجال الذين يلهثون خلف شهواتهم في آخر العمر ويتزوجون ويتخلصون من الأولى وأبنائها بطريقة لا إنسانية -تحميهم الأنظمة بجعل المنزل الذي تهبه الدولة للمواطن حين يتزوج بأن يكون باسم الزوجين حماية لحقوق المواطنة والمساواة والطفولة والإنسانية.
ولعل من المناسب اليوم وبعد ظهور بوادر إيجابية في حل أزمة السكن للعائلة السعودية وأهم هذه البوادر نظام الرهن العقاري الذي أقترح أن يتضمن شرطا أساسيا وهو أن يكون البيت باسم الزوجين وتكون الأولوية في المنح للقروض والأراضي للأسر التي فيها أطفال ويؤخذ في الاعتبار مستوى دخل الأسرة فكلما قل كانت لهم الأولوية في الحصول قبل غيره وليس العكس؟ هل تسمحون لي بطرح سؤال عن مدى اتسام مجتمعنا بخصلة التعفف، حين تسمع وترى التسابق والتصارع على الحصول على حافز وعلى المنح السكنية أو على كل ماهو مجاني تستغرب وتندهش وتقول كيف يحصل الفقراء على حقوقهم وثمة أغنياء ينافسونهم على اغتنام الفرص دون أن يشعروا بأن ذلك عملا غير لائق. بل يرون النظام الريعي من حق الجميع في كافة أشكاله.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah