|
قراءة - فهد السبيعي:
فن رابح صقر، هو فن مختلف بمحتواه قوي بحضوره جميل بتجدُّده، ومحيّر لمنافسيه بشجاعته فيما يقدم، ويجعل من علامات الاستفهام تعويذة للتميُّز، وفي جديد رابح كان (لعبق) الكلمات حضور فريد لا يجيده إلاّ (الرابح).
ومن خلال تعاونه مع (سيد المعاني) عبد الله الأسمري صاحب الأرشيف الزاهي بألوان المشاعر الصادقة والنرجسية الأخّاذة ، أظهر الصقر رابح أهزوجة (صارخة) لمشاعر جيّاشة عانت من تراكمات (النسيان) لتختلط بألحان (المناعي) ويصيح الصقر مغرّداً لا مغقغقاً (1).
ما عاد تسال عن ظروفي وتهتم ..
ما عاد حالي مثل أول يهمّك
ياخي تألم خل عندك شوي دم ...
تعبت من قاسي عذابك وظلمك
جميله هي البداية
جميله هي الصراحة
جميل هو الحديث بعفوية صادقه ونظم معبّر، فن اختاره رابح صقر ليقدمه لمحبيه، ليعلموا أنّ فن رابح لا ينضب، فهو فن اعتاد على التنوُّع وامتزجت ألوانه بكل حروف الإبداع لتظهر كما يريد ليكون (رابح)
زمان اذا جيتك وفي داخلي هم ...
تشيل همي قبل لا اشيل همك
واليوم اجيك من العنا واتألم ...
واروح ما حركت قطرة في دمك
وحتى يكتمل المشهد، لابد من إدراج العتب فيما مضى من ذكريات كانت مختلفة .. عذبة .. خلاّبة في حضورها مفرحة في حينها، اختلفت باختلاف الظروف إلى الأسوأ، مولّدةً عبرات وحزناً وألماً كانت كفيلة بإخراج هذا الكم الكبير من الصراحة.
سكت وجا الوقت اللي فيه اتكلم ...
هذا اذا باقي كلامي يهمك
ان كنت تبغى تذلني انت تحلم .....
وبتعيش ما حققت في يوم حلمك
كانت النهاية (أقوى ثباتاً) وحزماً وجمالية، في قوة الذات في مواجهة كل أمواج الألم، وأكثر إصراراً على تجاوز حدود الصبر إلى النصر والفوز بالذات بعيداً عن كل مخططات لكسر القلب.
ما يعجز عنه (البعض) هو حدود (فن رابح) مزاجيّته (وقوده) الذي يسير به من إمتاع إلى آخر هذه الأعمال بمثابة رسالة حب لا يستطيع تصميمها إلاّ (الجماليون).
(1) صوت الصقر - @fahad_su