حينما نتابع ما تكتبه الأقلام في ساحات الإعلام الجديد، سنلمح أننا أمام نمط جديد من ممارسة التفكير، ولكن ليس التفكير! بمعنى أن الكثيرين لا يزالون يفكرون بنفس الطريقة التي كانوا يفكرون بها من قبل، ولكن آلية توصيل هذه الأفكار اختلف عن ذي قبل.
لقد أظهرت التعليقات التي كان الكثيرون يكتبونها عن الحراك الشعبي في عدد من البلدان العربية، أنهم لا يزالون يؤمنون بفكر القبيلة أو المذهب! وكم أسقطتْ الأحداث معلقين كانوا يتصورون أنفسهم يفهمون ما يجري كل الفهم، وهم في حقيقة الأمر أبعد ما يكونون عنه، ليس لأن التقنية التي طُرحت فيها الآراء سيئة، بل لأن تفكيرهم كذلك!
في هذه الخلفية، يعلن الملك عبد الله عن مركز الحوار بين المذاهب، ويطالب بإدانة دولية من الأمم المتحدة لمن يسيء للأديان أو الأنبياء، وينبغي أن يكون هذا المشروع شرارة لكل واحد منا، لكي يعيد التفكير في نمط رؤيته لواقعه، ويحاول أن يجري اختبارا لمستوى المادة الحية فيه، وأن يستأصل كل الأجزاء التي قد أماتتْها فيروسات التعصب القبلي أو المذهبي. لا بد أن نفعل ذلك، لنكون جزءاً من مشروع الحوار، لا مجرد مراقبين له.
إن من المخجل أن يكون بيننا من يصفّون الآخرين ويسفهونهم ويكفرونهم ويعتبرون أنفسهم فوق الأجناس البشرية حتى! من المخجل أن يحدث ذلك، ونحن أصحاب مبادرات الحوار.