ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 26/08/2012 Issue 14577 14577 الأحد 08 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما يكون التعليم العام في حالته المثالية فإنه يستجيب بمهنية عالية لميول الطفل وفضوله الفطري، ويمنحه مساحة وحرية كافية ليجرب وليطرح تساؤلاته، وليقدم رؤيته الشخصية بثقة تامة دونما تردد أو خوف من قمع. الطفل بفطرته عبارة عن كتلة من الأسئلة، وهو يتحرك غريزياً دائماً باتجاه البحث عن إجابات مقنعة لتلك الأسئلة. أحد أهم علل نظامنا التعليمي اليوم هي تجاهله لهذه الفطرة الطفولية. يأتي الطفل في مستهل حياته التعليمية إلى مدرستنا وهو شعلة متوقدة من الأسئلة، فتجده يبحث بنهم عن إجابات تروي ظماءه الى معرفة حقائق الأشياء وتساعده على فهم وتفسير كل ما يجري حوله، إلا أنه في الغالب يجد نفسه وسط بيئة تطفي جذوة فضوله وتحجم أسئلته، وتعطل عقله في النهاية.. وبمرور الوقت يتبرمج طالبنا على تقديم إجابات معلبة جاهزة، بدلاً من أن يثير أسئلة ويبحث عن إجابتها، عندئذ يتحول طالبنا إلى شخص مدجن وصامت ومتلق، يردد ما لا يفهمه، لا لشيء إلا لأن سلوكه هذا يلاقي استحسان معلميه ويحقق متطلبات مدرسته، بل ويضمن له في النهاية أفضل الدرجات والشهادات. وعندما ينهي طالبنا تعليمه العام يكون حينها قد تحول تماماً إلى موسوعة تتنفس، وأصبح مسلوب القدرة على التفكير وعاجزاً عن الإبداع، ألم يتساءل أحد النقاد متعجباً: لماذا هذا العالم مليء بالأطفال الأذكياء والكبار الحمقى.

أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود
 

تعليم 21
صغار أذكياء وكبار حمقى
د.عبد العزيز العمر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة