ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 15/08/2012 Issue 14566 14566 الاربعاء 27 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

وجدان وسارة فتاتان سعوديتان كسرتا قيود الأسر الاجتماعي والمفروض على المرأة السعودية، في الحصول على أكثر حقوقها الإنسانية والشرعية. الفتاتان الشجاعتان ظهرتا هكذا أمام العالم، مسلمتان محتشمتان محترمتان، لتمثيل المرأة السعودية في الحصول على استحقاقها الإنساني والوطني في المشاركات العالمية الرياضية التي سبقتها إلى المشاركة فيها المسلمات من كلِّ دول العالم ماعدا المملكة العربية السعودية.

وقوف الجماهير والهتاف والتصفيق لهما، لم يكن للمسؤولين عن شؤون الرياضة بالمملكة ولا للرجال المصابين بالصمم والخرس أمام مصادرة أغلب حقوق المرأة. لم يكن وقوف الجماهير لهما تقديراً لجودة أدائهما الرياضي، وإنما لشجاعتهما الفائقة التي تفوّقتا بها على مجتمعهما بمسؤوليه ومثقفيه ورجاله ونسائه.

عشت شخصياً في وجل شديد وشك في قدرتهما على تحمُّل اللحظات الأولى للظهور أمام العالم لتمثيل المرأة في مجتمع لا تستطيع فيه الأنثى الوصول إلى القاضي أو المستشفى أو العمل أو المتجر بدون رجل.

كنت خائفاً عليهما من الخور واصطكاك الركب وسقوط الإغماءة، لأنني أعلم أنّ هذه الانهيارات تحصل أحياناً للرجال والنساء في المجتمعات الحرة، عند المواجهة الأولى لموقف يتطلّب حضور كل طاقات الإنسان.

كنت أضع يدي على رأسي وأرتّب فيه الأعذار لهما لمرحلة ما بعد الانهيار أمام جماهير العالم بسبب هول الموقف الخارج عن تحمُّل المرأة السعودية النفسي والاجتماعي.

لكن وجدان وسارة وقفتا شامختين راسيتين مضيئتين كقنديلين سعوديين في سماء لندن.

الارتعاش وتصبُّب العرق وخفقان القلوب كان من نصيب السعوديين الرجال ، إما إشفاقاً عليهما وعلى أنفسهم، أو غضباً من شقِّهما عصا الطاعة.

كان المفترض أن تقام لهما مراسيم استقبال في المطار عند العودة ولكن ذلك لم يحصل، وكان ذلك هو المتوقع.

أصالة عن نفسي ونيابة عن كل من يريد الانضمام للتعبير عن مشاعره أقول: يا وجدان وسارة، لكما الشكر والعرفان والامتنان على قبول التحدّي بداية، وعلى تمثيل وطنكما ثانياً، والتقدير كل التقدير لذويكما الكرام، حيث استطاعوا تنمية كل هذا الشموخ والاعتزاز بالنفس في أولادهم وبناتهم.

دخلتما التاريخ في الصف الأول من رائدات حركة الحقوق النسائية بالمملكة العربية السعـــــودية، حفظكما الله من كلِّ مكروه.

تنويه واعتذار

هذا توضيح وتصحيح مني لما قد يكون حصل من سوء فهم لمقالة يوم الأربعاء 20 رمضان 1433هـ في زاوية إلى الأمام.

اتصل بي أخ كريم من سكان الحاير ونقل لي بطريقة مهذبة ولائقة استياء واحتجاج بعض السكان الكرام من أهل الحاير بعد الاطلاع أو السماع بمقالتي في: جريدة الجزيرة يوم الأربعاء الموافق 20-9-1433هـ. للتوضيح وإزالة ما قد يكون حصل من استياء عند بعض سكان الحاير الكرام أورد النقاط التالية:

- لم يكن ذكر اسم المكان بحد ذاته مقصوداً بأي حال من الأحوال، فعندي ككاتب رأي تتساوى كل الأماكن في وطننا الغالي في المحبة والتقدير.

- ذكر اسم مكان بعينه في المقالة كان بقصد إيضاح تأثير الانتقال من مكان إلى مكان ومن مدينة إلى مدينة على معيشة الإنسان ونومه وراحته النفسية والبدنية، وليس تخصيص مكان بعينه. في هذا السياق يحصل تكراراً الاستشهاد في مقالة أو حديث لما جرى لشخص من مكان أو قرية أو منطقة ما، ولا يقصد منه التعميم على ذلك المكان وأهله لأن جميع المواطنين سواسية في هذا الوطن مهما اختلفت الأماكن.

- إن كان حصل عند بعض القراء أو المتلقين سماعاً لما كتبت شيء من الضيق والاستياء فإنني أتقدم لهم وإلى جميع سكان الحاير والقراء الكرام بالاعتذار الصادق، وأؤكد أنه لم يكن في المقالة أي قصد للتعريض أو الإساءة لا لهم ولا لمدينتهم ولا لأي جزء من الوطن الكبير الذي نتشارك فيه ونبنيه وندافع عنه.

- ويبقى لي رجاء أخير موجه إلى كل من شعر بالاستياء من المقالة، أن يعود لقراءتها بتمعن ليتضح له الهدف منها وهو توضيح فكرة تأثر الإنسان بما يستجد عليه من ظروف، والله ولي التوفيق.

 

إلى الأمام
القنديلان الأروع في أولومبياد لندن
د. جاسر عبدالله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة