هكذا مشيئة الله ولا رادّ لقضائه وقدره به آمنّا وعليه توكّلنا وإليه المصير.
- غيّب الموت والموت حقٌّ غيّب نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - بعد عمر حفل بالمنجزات والعطاء والمآثر التي لن تُنسى.
- غيّب الموت نايف بن عبد العزيز بعد أن خدم دينه ووطنه وأمّته بل بصماته لدى العالم أجمع لذلك لن يُنسى.. أسكنه الله الفردوس الأعلى من الجنة.
- غيّب الموت نايف بن عبد العزيز بعد عطاء وعطاء حفظ له ذلك التاريخ وسجله بمداد من ذهب كيف لا وهو على رأس الهرم في أهم شيء في الحياة أنه رجل الأمن الأول إنه الأمن لا عبادة ولا حياة ولا استقرار توجد بدون الأمن وكان الأمن همه الأول - رحمه الله -، لذلك كرّس كل حياته لتحقيق الأمن للجميع وحقاً سعد الناس بالأمن والاستقرار وشملتهم الطمأنينة حتى في أحلك الظروف وأيام الفتن والأزمات التي مرت بالوطن أو كانت حوله.
- أرجعوا إلى الأحداث التي مرت في سنوات ليست بالبعيدة، كان الناس من حولنا يتخطفون ونحن في هذا الوطن الكريم ننعم بالأمن والاستقرار، كله بفضل الله ثم بجهود أمير الأمن ومن يعاضده وكل رجال الأمن الأوفياء أولئك العيون الساهرة التي لا تنام تقف بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن.
- اكتوت البلاد بنار الإرهاب ذلك الغول المخيف ولكن توفيق الله ثم حكمة وحنكة وحزم نايف بن عبد العزيز قطعت أوصاله وبعثرت رموزه وأطفأت ناره تلك.
- غاب نايف بن عبد العزيز حيث كان ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
فظن الحاقدون والأعداء بنا شراً بل بدا ذلك على محياهم وفي أقوالهم، ولكن سرعان ما خابت ظنونهم تلك فخابوا وخسروا وعضوا أصابع الندم لأن الأمر كان مفاجئاً لهم حيث يصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - أمره بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.
- وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزيراً للداخلية.. لم يعلم أولئك المغرضون والحاسدون بأن العقد لا زال على أشده وسيبقى متميزاً إلى ما شاء الله.
- نسي أولئك الحاقدون أنّ مدرسة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - قد خرّجت أجيالاً وأجيالاً ممن تتلمذوا على يد المؤسِّس وتربّوا في كنفه واستفادوا من خبراته وشربوا من ذلك المعين الذي لا ينضب.. في كل أمور الحياة حنكة وخبرة ودراية وحزم ولين في غير ضعف.
- لم ينتبه أولئك أنه إذا ما غاب فينا سيد قام فينا سيِّد لا يقل قدرة وعطاء وردياة عنه.
- نحن أبناء الوطن كنا في غاية الاطمئنان والراحة لأنّ ولاة أمرنا منا ونحن منهم ديننا واحد وأمرنا واحد يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا هكذا كنا وهكذا نكون أمة بعضها من بعض، هكذا علمنا ديننا الحنيف ووجّهنا الرسول الكريم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، قدوتنا صحابة رسول الله وسلف الأمة الصالح، نسير وفق نهج الملك المؤسِّس عبد العزيز آل سعود - طيّب الله ثراه - تعلّمنا منه الكثير والكثير، لا تؤثر فينا الأحداث والمحن بل تزيدنا قوة وصلابة وتلاحماً نحمد الله على ذلك.
- بالأمس القريب ودعنا نايف بن عبد العزيز وقبل ذلك ودعنا سلطان بن عبد العزيز وقبله ودعنا وودعنا .. هذه سنّة الله في خلقه ولن تجد لسنّة الله تحويلاً، ومع ذلك لا زالت بلادنا آمنة مطمئنة مستقرة ترنو دائماً نحو الأفضل لأنها تسير وفق ثوابت راسخة رسوخ الجبال الشُّم صامدة أمام العواصف والتقلبات.
- ها هو سلمان الوفاء والحكمة والإدارة يَشرُف بولاية العهد سنداً وعضداً لأبي متعب ملكينا ولي أمرنا فله السمع والطاعة في المكره والمنشط وفي العسر واليسر.
الله نسأل أن يسدد خطاه ويبارك في عمره وعمله.
- وها هو أحمد بن عبد العزيز يَشْرُف بوزارة الداخلية وهو أحد رجالاتها وكان سنداً وعضداً لأخيه نايف بن عبد العزيز غفر الله له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، حيث عيّنه ولي أمرنا وقائد مسيرتنا أبو متعب أميراً للأمن والأمان حيث إن الناس بأمسّ الحاجة إلى ذلك ليتفرغوا لأعمالهم وعباداتهم وينصرفوا إلى معايشهم ويطمئنوا على أحوالهم.
- الله نسأل له العون والتوفيق وأن يبارك في عمره وعمله ويشدّ من عضده سمو مساعده للشؤون الأمنية محمد بن نايف بن عبد العزيز شبل نايف بن عبد العزيز.
لك الحمد ربنا على نعم أسديتها لنا نشكرك عليها ندعوك أن تحفظها من الزوال.
محمد بن سكيت النويصر - محافظة الرس - إمام وخطيب جامع المرزوع