لا أبالغ كمواطن إن قلت: إن أهم جهاز حكومي تم إنشاؤه في السنوات الأخيرة هو هيئة الغذاء والدواء التي تم إنشاؤها بموجب المرسوم الملكي رقم (م - 6) وتاريخ 25-1-1428هـ لحماية المواطن في غذائه ودوائه حسبما نصت عليه المادَّة الثانية من نظام الهيئة العامَّة للغذاء والدواء أن أغراضها هي:
1. سلامة الغذاء للإنسان والحيوان ومأمونيته.
2. سلامة الدواء للإنسان والحيوان ومأمونيته وفاعليته.
3. سلامة المستحضرات الحيوية، الصحية، والنباتات الطّبية والمبيدات ومستحضرات التجميل والنظارات الطّبية والعدسات اللاصقة ومحاليلها.
4. سلامة المنتجات الإلكترونية، والتأكَّد من أنها لا تؤثِّر على صحة الإِنسان.
5. دقة معايير الأجهزة الطّبية والتشخيصية، وسلامتها والتأكَّد من أنها لا تؤثِّر على صحة الإِنسان.
لقد دعاني للكتابة عن الهيئة ما لاحظته مؤخرًا من نشاط يُعدُّ بداية جيدة وهو قيامها بالإعلان عن مواد غذائية ومستحضرات طبية وتجميلية والدعوة إلى عدم استعمالها؛ لأنَّها تسبب الضرر للإنسان بسبب مكوناتها، إما المحظورة أو التي تزيد نسبتها عن النسب المعمول بها دوليًا.
ويلاحظ أن أغراض وأهداف الهيئة تتعاطى مع كل ما له صلة بسلامة وبصحة الإنسان، سواء على شكل غذاء أو دواء أو مستحضرات أو أجهزة.
وهذا يتطلب إمكانات مالية وإدارية وفنية على مستويات عالية من التخصص الدقيق وميزانيات ضخمة.
إن سوقنا يحتاج إلى هذا الجهاز الحيوي والمهم، والمهمة الملقاة عليه كبيرة، بل فيها تحدٍ كبيرٍ، فأسواقنا تعج بآلاف المنتجات المحليّة والمستوردة التي تهدد صحة الإِنسان.
إن كثيرًا من مهام الهيئة كان يقوم بها جزئيًّا (قبل إنشاء الهيئة) بعض الجهات الحكوميّة الأخرى مما جعل مسئولية سلامة الغذاء والدواء مبعثرة بين عدد من الجهات، إلا أن توحيد الجهة التي تقوم بهذه المهام هو المعمول به في الدول المتقدمة مثل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA فهل قامت الهيئة بمهامها حسبما قرره ولي الأمر لها أو هي على الأقل في الطريق إلى تحقيق ذلك وهو ما سنتعرض له بالحلقة القادمة بإذن الله.
خير الكلام ما قلَّ ودلَّ
لقد أقبل شهر رمضان المبارك، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيامه وقيامه. شهر القرآن الكريم. إلا أنه ومع الأسف الشديد كالعادة نرى تدافع الناس على الشراء الجائر وارتفاع استهلاك المواد الغذائية وبالتالي ارتفاع الأسعار وارتفاع الشكوى من الارتفاعات واستغلال التجار، الذي بالإمكان معالجته بكلِّ يسر وسهولة عن طريق ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف ورمي الأطعمة في المخلفات التي تتضاعف في هذا الشهر الكريم. ليت أجهزة الإعلام والخطباء يعملون على حثّ المواطنين على ترشيد الاستهلاك وتركيزهم على الطَّاعات وألا يقلبوا ليلهم نهارًا. فالإنسان يأكل ليعيش، لا يعيش ليأكل في رمضان وغيره. وكل عام وأنتم بخير.
لك الله يا سوريا
لك يا ابن سوريا
اعتدى عليك من يفترض أن يحميك
وتعاون مع أعداء الوطن
اللَّهمَّ ابعث لهم بمعتصم
واللَّهمَّ ادحر من دعم أعداءهم
يقول الشاعر محمد إقبال:
لقد ذهب الوفاء فلا وفاء
وكيف ينال عهد الظالمينا
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحم دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا
والله الموفق..
musallammisc@yahoo.com*عضو جمعيتي الاقتصاد والإدارة السعودية