أشرت في مقال الخميس “من أجل الوطن (1- 2) ما ذكره سمو أمير منطقة حائل في كلمته الافتتاحية للقاء الأولى الذي نظمته مشكورة الغرفة التجارية الصناعية بحائل تحت عنوان (شباب حائل..الواقع، والطموحات)، وجمع سموه حفظه الله ورعاه بشباب وشابات المنطقة، الذين بدورهم تحدثوا كثيراً بكل مصداقية ووضوح عن عدد من الإشكاليات التي يواجهونها اليوم، ويمكن إجمال ما ذُكر فيما يلي:
) ضعف فرص العمل في المنطقة، وازدياد نسبة البطالة بين الشباب والشابات..ومع معرفة الجميع أن هذه الإشكالية المعقدة تتربع على قمة المشكلات التي تواجه صناع القرار في المملكة العربية السعودية منذ فترة زمنية ليست قصيرة،إلا أن الجديد الذي لا يعرفه البعض أن البطالة في المناطق الصغيرة التي لم تنل حظها الكامل من التنمية أو أنها كانت زراعية ثم جاء من القرارات ما أثر سلباً على هذا القطاع التنموي الهام أو... أن هذه الإشكالية في مثل حائل تفوق بكثير نسبتها في جدة أو الرياض أو الشرقية أو القصيم أو... مثلاً، وإن كنت مثل غيري - حتى الأقسام المختصة في الجهات ذات العلاقة المباشرة بالمشكلة- لا أملك أرقاماً دقيقة ونسباً صحيحة وللأسف الشديد!!، والأمر يحتاج في نظري إلى دراسة وتمحيص، والأمل أن يكون لمركز الدراسات الاجتماعية الذي أقر من قبل المقام السامي في غضون الأسابيع القليلة الماضية دوره الرئيس في الرصد والدراسات والتحليل، لا يهم المهم أن البطالة بدأت تدب بشكل مخيف في عدد من البيوت السعودية والمعروف أن في رحم الفراغ تولد الجريمة ومع البطالة يتسرب في جسد الوطن الفساد (فالأيدي -كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه - خلقت لتعمل فإن لم تجد في الطاعة عملاً عملت في المعصية).
) صعوبة الحصول على أرض سواء من الأراضي التي تمنحها الدولة عن طريق الأمانات أو البلديات أو بالشراء الشخصي من سوق العقار إذ إن هوامير السوق، أصحاب المكاتب العقارية يتلاعبون بالأسعار دون رادع أو رقيب!!، إضافة إلى تعثر كثير من مشاريع الإسكان التي هي في دائرة الحلم لدى الشاب الذي يريد أن يؤهل نفسه ويبني عش أسرته على أساس صحيح،،وأعتقد شخصياً بأن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد اتجهت في الفترة الأخيرة من خلال عدد من القرارات المدروسة إلى حل هذه المشكلة وإن كان الأمر يحتاج إلى وقت ويتطلب الصبر ويوجب على الجميع التعاون والتكاتف من أجل الوطن وأبنائه خاصة ذوي الدخل المحدود.
) عدم الاكتراث بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد عرض هذه المشكلة أكثر من شاب وشابة ممن ابتلاهم الله بعاهة خَلقية وجعلهم فينا ليمتحننا في كيفية تعاملنا معهم شكراً لله على ما نحن فيه وتقديراً لفضل الله علينا ثم خدمة لهم ومن أجل ضمان كونهم مثل غيرهم من الأصحاء الذين يفترض فيهم أن يكونوا سواعد بناء وعقول عطاء وجنود فداء بإذن الله،وقد شدد ولاة الأمر على هذا في أكثر من مناسبة،ولكن ما زالت هذه الفئة وكما قيل في هذا اللقاء تفتقد إلى كثير من برامج الدعم والمؤازرة المادية والمعنوية الخدمية والعلمية والوظيفية والتأهيلية، ويعلم الله أن بعض ما ذكر من قصص وحكايات يدمي القلب ويجرح الفؤاد وهي مآسي حقيقية يجب أن تُصرف عن كاهل هؤلاء الذين حقهم علينا جميعاً الإعزاز والتقدير كما هو نهج هذه البلاد مع ذوي العوز والمحتاج.
) العمالة السائبة التي تؤثر على مسار القطاع الخاص الملتزم بالنظام، وهذا خلل في التطبيق لا في التنظيم والقرارات الرسمية، وقد وعد سموه بمتابعة ذلك شخصياً.
) غياب الدعم الحقيقي لخريجي كليات التقنية بإيجاد ورش صناعية وإعطائهم فرصا وظيفية أفضل تتلاءم وطموحاتهم وتتوافق ومؤهلاتهم.
) غياب المرجعية التي تتولى الاهتمام بالشباب وتوعيتهم والأخذ بيدهم من أجل فرصة الحصول على لقمة العيش الحلال..
) غياب الدعم المالي الحقيقي للمشاريع الحالمة..
) ضعف الأداء في بعض قطاعات التنمية في المنطقة، وغياب دور البعض الآخر، وتأخر عدد من المشاريع المفصلية التي بُشر بها من قبل.
هذا أهم ما قيل وقد علق عليها جميعا سمو الأمير ونقلت الصحف حينها كثيراً مما قال، وبقي اليوم القول الفصل في يد متخذ القرار خاصة في أمر البطالة الذي بدأ يقلق كثيراً من المصلحين وأولياء الأمور والمشكلة تتفاقم يوماً بعد آخر!!.. وليس لي في نهاية ما كتبت عن هذا اللقاء الذي طلب الكثير بتكراره وشموله مناطق المملكة الأخرى إلا أن أزجي الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز على هذا اللقاء الأبوي الرائع، والشكر موصول للغرفة التجارية الصناعية المنظمة لهذا اللقاء، وشكر خاص للشباب والشابات الذين كانوا صرحاء وصادقين في حديثهم عن الشريحة التي ينتمون إليها، والأمل بالله ثم بقيادة هذا الوطن المعطاء بأن يكون لكل ما قيل الجواب الذي (نراه لا نسمعه) وإلى لقاء والسلام.