بصراحة لا أعتقد أن السقوط المرير للرياضة السعودية قد اقتصر على النتائج المخيبة للمنتخبات سواء الاول أو من مثلنا في كأس العرب، بل امتد إلى المسؤولين عن الرياضة في محاولة يائسة لإلصاق الفشل إلى (مجهول)، وذلك من خلال توزيع ذلك السقوط على عدة جهات مثل الإعلام والجمهور في محاولة واضحة للهروب من أقل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم والذي أتصور أنهم قد فشلوا بامتياز في انتشال أو اعادة الرياضة السعودية بصفة عامة، إن من السهل اتهام الآخرين أو محاولة إلصاق الفشل عندما يشعر الانسان بعدم امكانية عمل التميز ورسم صورة طيبة عند الآخرين، ولا أعتقد أن مثل هذه المحاولات تنطلي سواء على المسؤول أو حتى المتلقي والذي أصبح أكثر وعيا وادراكاً بما يحيط بمنظومة العمل في أي جهة رياضية أو غيرها، ولا يمكن لأي متابع رياضي أو حتى من هو متابع عادي إلا ان يتساءل: كيف يتم الصاق ذلك التدهور والابتعاد عن الواقع في ظل عدم الالتزام والوفاء فيما سبق ان ذكر وليس وليد اليوم، بل لأكثر لعقد من الزمن، فكيف سأبدأ ولا أعلم كيف سأنهي من سرد هذه الوعود الوهمية فمنذ 2002 ونحن نسمع بالاكادميات والبنية التحتية الحديثة والتي لم تر النور حتى هذه اللحظة، وبعد ذلك سمعنا بمنشآة وحوافز وعمل نموذجي للأندية، وهو لم يشهد او يرى النور حتى الآن. وبعد ذلك وتحديداً بعد الخروج من كأس آسيا 2011 سمعنا بإعادة الهيكلة، وإسناد هذه المهمة إلى معهد الادارة العامة من باب الاختصاص وحتى هذه اللحظة لا حس ولا خبر ثم توالت الوعود حول تجديد الدماء وتغير اللجان واستبدال الاتحادات واعطاء الفرصة للوجوه الشابة المؤهلة والأكادمية وإبعاد الحرس القديم والتي مبدؤها (كل شيء تمام يا ريس) وحتى الآن كل هذا خارج منظومة العمل المعمول بها.
كل الدلائل والمؤشرات تقول إن استمرار الوضع هو مزيد من الخروج من دائرة التميز التي كانت اليوم تحتل كرة القدم السعودية الرقم الأسوأ في تاريخها(101) عالمياً وجميع الوعود سابقة الذكر عندما كنا في بحر الستينيات والثمانينيات عالمياً، ولا أعتقد أن من العدل والإنصاف ان يلصق الفشل بهذه الطريقة والتي اعتبرها من وجهة نظري الشخصية هروباً من الواقع ومحاولة لاستغفال الآخرين ومحاولة تسجيل القضية ضد مجهول. وهذا هو ما يجب ألا تمر مرور الكرام وأن يكون هناك تدخل من أعلى المستويات لتغيير المسار والاسلوب المعمول به في رياضتنا السعودية، والتي أصبحت مع الأسف في مصاف المتأخرين.
ما يحدث في الاتحاد كان متوقعاً
قبل اكثر من موسمين عندما تغيرت السياسة الاتحادية في ادارة الأمور واتجه إلى لغة البيانات والتي كانت تخرج في كل مرة لداعي أو بدونه، والكل كان متوقعاً أن سياسة ادارة الاتحاد غير موفقة؛ حيث إن الفكر الذي انتقل إلى نادي الاتحاد وأصبحت ادارته تعمل كما تعمل بعض ادارات الأندية في النظر لما يعمله الآخرون متناسيةً النظره بعيدة المدى لمستقبل ناديها من عدة جوانب سواء فنية أو ادارية أو حتى استثمارية وضمان استمرار المداخيل التي كانت تغرق النادي في يوم من الأيام قبل ابتعاد القائد المحنك سمو الامير طلال بن منصور والشيخ عبدالمحسن آل الشيخ، والذي كان في ابتعادهما القشة التي قصمت ظهر البعير.. واليوم يعيش الاتحاد أوضاعا شبيهة بما كانت عليه بعض الاندية والتي دائماً ما تكون بدايتها التفكك والصراعات الداخلية والخارجية على حد سواء واليوم الاتحاد بلا إدارة او قيادة، وكل يغني على ليلاه، حتى وصل الأمر لبعض اللاعبين للابتعاد عن الفريق والجلوس في البيت رغم وجود عقده الاحترافي.
الاتحاد، باختصار، يشهد حالة تدهور في حالة غامضة لا أحد يعلم إن كانت أصابع خفية أو مؤامرات تدار على علم من بعض القريبين من البيت الاتحادي، والسؤال العريض: أين أعضاء شرف النادي ورجالات الاتحاد الذين طالما وقفوا سداً ضد أي خروقات من اطراف تبحث عن مكتسبات ومصالح من خلال كيان الاتحاد ليس من صالح الكرة السعودية. إن تفقد أحد انديتها والذي يعتبر ركيزة مهمة على مختلف المستويات، واذا كانت رياضتنا تشهد تراجعا وتدهورا غير مسبوق فإنها من الصعب ان تعود في ظل ما تدار به الاندية من افكار أصبحت عقيمة، ومن الماضي والاتحاد اليوم هو أحد هذه الاندية.
الخطوط السعودية تسابق الزمن
شهد الاسبوع المنصرم تميز غير مسبوق ليس على مستوى التشغيل فقط فقد تم طرح وتداول اسهم التموين الذي يعتبر من اهم ركائز الخطوط وهي البداية الاولى لعملية التخصيص الذي سبق ان اعلن عنه في وقت سابق وبتوجيه من مقام مجلس الوزراء، ثم إن الخطوة الاخرى هي تدشين الخدمة الذاتية لعملاء السعودية للآي فون وتقديم الخدمة من خلال هذه التقنية والتي اصبحت تخدم الراكب من اي مكان والحصول على ارقى الخدمات من دون اي عناء أو حتى فتح جهاز الكمبيوتر الخاص به وتواصل التميز بوصول احد الطائرات العملاقه من طراز بوينج 777-300 والتي تعتبر خامس طيارة من 20 ستصل تباعاً وهذا آخر وافضل وأغلى ما وصلت له صناعة الطيران وهذا النوع من الطائرات بعيدة المدى والتي تحلق لأكثر من 16 ساعة دون توقف والتي لا تملكها شركات عديدة إلا اننا ولله الحمد لا نملك إلا ان نشكر اصحاب القرار والذين عملوا طويلاً لنتميز رغم نظرة البعض التشاؤمية والتي ستزول عن قريب عندما نثبت بالافعال وليس بالاقوال.
واخيراً،،، سعدت كثيراً باتصال نائب رئيس هيئة الفساد الدكتور الربيع الشريف والذي كان ممنونا وقدم الشكر الجزيل على ما لمسه وزملائه خلال جولاتهم الميدانية على ما وصلت إليه الخطوط السعودية وتميزها خاصة في مكتب خدمات الركاب للحجز والمبيعات في مكتب المروج في مدينة الرياض والذي اتضح من خلال حديثه واشادته الفرق والتميز الواضح في الوقت الحاضر عما كان إلى وقت قريب حيث كان سابقاً ينتظر العميل لساعات طويلة، واليوم قد لا تتجاوز انتظاره العشر دقائق بعد ما تم اتخاذ خطوات غير مسبوقة وهذا سبق ان أدليت به وصرحت واليوم تأتي الشهادة من احد أهم الهيئات الهامة والتي تم تشكيلها بأمر مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
نقاط للتأمل
- أقدم خالص العزاء والمواساة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالحكيم بن مساعد عضو شرف نادي النصر في وفاة والدته والعزاء موصول لجميع اخوانه واخواته، داعين الله سبحانه وتعالى ان يتغمدها برحمته.
- هل يعقل ان تعسكر اندية وبعض لاعبينها لم يلتحقوا بها حتى الآن والبعض منها لم تنهي تعاقداتها مع لاعبيها الاجانب!.. وهذا هو قمة الفوضى الادارية التي تسير عليها بعض الاندية.
- الموسم الماضي ومن خلال معسكر نادي النصر الخارجي فاز على أحد الفرق 17-0 واليوم يفوز نادي الهلال على احد الفرق بـ 10-0 فهل هذه الفرق أو عمال (سوبر ماركت) هي من ذهبت تلك الاندية لاجراء لقاءات معها؟
- ما يحدث في نادي الاتحاد مؤلم وقاسي على كل رياضي سعودي وليس اتحاديا فقط، لأن العميد سيلعب باسم الوطن وليس باسمه والتي نخشى ان يظهر بصورة لا تتلاءم ولا تليق مع تاريخه المشرف.
- خرجت الروزنامة الخاصة بدوري زين والبشرى التي زفت قبل ان نبدأ ان هناك 3 مراحل توقف، والله يستر من الذي سوف يكون اثناء المسابقة.. ولا تعليق!
- خروج الاخضر الصغير من البطولة المقامة في تونس هذه الايام وتلقيه خسارة قاسية من المنتخب العراقي بـ4-0 تدل على ان قاعدتنا الرياضية هشة ولا تبشر بمستقبل أو عناصر نستطيع الاعتماد عليها.
- للمرة الألف أؤكد أنه لا يوجد لدي أي حساب على (تويتر) ومن المؤسف هو استمرار البعض بفتح حساب ووضع صور بالزي الرسمي لعملي بدون أي خجل أو احترام ولا اقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
- وأخيراً.. اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين واجعلنا من صوامه وقوامه وكل عام وانتم بخير.
ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.