كتاب «على مائدة الأدب» تأليف الأستاذ عبد الله بن حمد الحقيل يضم عدداً من المقالات والبحوث التي كتبها المؤلف على فترات زمنية متباعدة، ويستهل المؤلف موضوعات كتابه بعرض ما لجزيرة العرب من ماض أدبي عريق، فهذه البلاد هي منارة الأدب وقلعة المعرفة ومهد الفصاحة والبلاغة ومنطلق الشعراء ومأرز الفكر والأدب ومهوى أفئدة العرب والمسلمين وملتقى الشعر والشعراء على امتداد التاريخ.

ويقول المؤلف تحت عنوان (الأدب ورسالته في الحياة): إن رسالة الأدب رسالة عظيمة تستهدف الحق والخير والجمال ومن حسن ذوق الأديب أن يستوعب في أدبه إحساس مجتمعه ويعبر عما يعتمل في بيئته فالأديب كالطبيب للمجتمع يشعر بالمسؤولية والتبعة الملقاة على عاتقه ويأخذ بيد أمته إلى الخير.

ويقول المؤلف أيضاً:

النشاط الأدبي في كل أمة هو عنوان تقدمها ورقيها ولا يمكن للتيار الأدبي أن ينمو ويزدهر إلا بوجود النقد الأدبي فازدهار الأدب مرتبط بالنقد الأدبي الموضوعي المرتكز على دراسة واعية للأدب وفنونه وتياراته وماضيه وواقعه.

وعن الترجمة قال المؤلف:

إن تاريخنا الأدبي يعوزه الدرس والبحث لتوضيح وجليه، ولعل موضوع الترجمة من الأمور الهامة التي لها أثر بارز في إثراء أدبنا العربي وإمداده بالكثير من صور الخيال، وبذلك اتسعت اللغة العربية وزادت ثروتها بما بذل المترجمون والمعربون في سبيل مدها بالكلمات الجديدة، واتصالها بثقافات الأمم الأخرى، ولقد شهدت بعض العواصم العربية حركة رائدة في مجال الترجمع، حيث وفرت للقارئ العربي مؤلفات وبحوثاً كتبت بلغات شتى.

وعن الشعر قال المؤلف:

لقد وجد العرب في الشعر متنفساً لهم وتعبيراً عن عواطفهم وتجسيداً للمثل السامية فحرصوا على رواية الشعر وتدوينه وليس أدل على هذا من ذلك البحر الزاخر والفيض الغزير الذي تمتلئ به المكتبة العربية.