للصبر حدود وللتسامح مدى ولغضِّ الطَّرْف نهاية .. كلُّ هذا فعلته الدولة مع المدعو نمر باقر النمر لعلّه يرتدع ويقلع عن سلوكياته المجنونة، ويعلن ولاءه الكامل لوطنه الذي أفاض عليه كلّ نعم الله التي يتمتع بها، لكنه لم يقدّر غضّ الطّرف ولم ينفع معه الصبر ولم يقابل التسامح والعفو بالكف عن أعماله المشينة، ولم يبتعد عن الطريق الخاطئ الذي سار فيه بخيانته لوطنه إرضاءً لأسياده في الدولة الصفوية الفارسية، فقد حوّل منبره المكسور في مسجده إلى منصّة معبّأة بالقاذورات لإطلاق التهم والسب والشتم والقذف ونسج القصص الكاذبة، وليس سراً أن نقول إنّ الدولة قد ابتعثت أبناءه للدراسة في أمريكا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، واستجابت لطلبه بنقل زوجته من جوازات جسر الملك فهد إلى القطيف، ومكّنته من إمامه مسجده وإلقاء خطبه دون مضايقة، لكنه تمرّد وقابل الإحسان بالإساءة، فحوّل مسجده إلى ثكنة عسكرية واستقطب مجموعة من الحاقدين والجهّال والمغرّر بهم من الصبية وصغار السن ليتلو عليهم خزعبلاته وينشر أراجيفه ويملي عليهم أجندته الفارسية ويدرّبهم على تنفيذ مخططاتها الشريرة، وبأسلوب هتلري يحرك به مشاعر الأتباع، عَمَد في أكثر من خطبة إلى كيل التهم والنَّيل من حكّام هذه البلاد ورجالها المخلصين ، وإثارة النعرات الطائفية بتصوير الشيعة في المملكة وكأنهم فئة مظلومة ومبعدة يمارس ضدها الإقصاء وتتعرّض لصنوف التنكيل والتعذيب، رغم أنّ الواقع يكذب مزاعمه ويدحضها، وبإمكان أيّ طالب مدرسة الرد عليه بالأدلّة الحاضرة والشواهد الملاحظة التي لا تراها عيناه اللتان أعمتهما العمالة للدولة الفارسية ، فالفرص أوصلت أبناء الشيعة إلى مراكز مرموقة في الدولة وفي قطاعاتها المختلفة في الوزارات ومجلس الشورى والجامعات والمراكز البحثية والطبية ، وهي مزايا مطروحة عموماً أمام كلَِّ فرد مؤهّل ينظر إليه بوصفه مواطناً من الدرجة الأولى بغضّ النظر عن منطقته أو قبيلته أو طائفته، لأنّ الدولة تهدف في نهاية الأمر إلى أن يسود التعايش بين كل الأطياف الوطنية.
رغم مناصحة الدولة للملا نمر وأخذ التعهدات عليه بالالتزام والانضباط والإخلاص لوطنه، إلاّ أنه مضى سادراً في غيّه وكان من نتائج تحريضاته وغيره تورّط 23 مطلوباً ممن غسلت أدمغتهم في أحداث العوامية والشويكة، وهي أحداث راح ضحيتها 4 مواطنين وأصيب فيها 23 من رجال الأمن والمواطنين. مجموعة المطلوبين وجّه لها تهم منها التجمعات الغوغائية وعرقلة حركة المرور داخل الأحياء وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وحيازة أسلحة نارية بصفة غير مشروعة، وإطلاق النار العشوائي والتستّر بالأبرياء، ومحاولة جرّهم إلى مواجهات عبثية مع قوات الأمن تنفيذاً لأجندات خارجية ، بالله عليكم أليست هذه التهم بزعزعة أمن الوطن كافية لمنح المبرّر لأجهزة الأمن لملاحقة هؤلاء الخونة ، وهو رد على من يرى أنّ الدولة تمارس الطائفية مع هؤلاء المارقين ، وهو رأي مردود عليهم فلو كانت الدولة تنظر من خلال منظار الطائفية المزعوم كذباً وبهتاناً، لقامت بالقبض عليهم وغيرهم ممن يمارسون النفاق والتقية وعمدت إلى تصفيتهم، لكنها نظرت لهم بنفس المنظار الذي نظرت من خلاله لأعضاء تنظيم القاعدة وصنّفتهم على أنهم جميعاً خطر على الوطن.
في مساء الاثنين 18 /8 /1433 قُبض على النمر ووُضع في قفص العدالة، بعد أن تجاوز الحدود وبانتظار محاكمته والكشف عن من يقفون خلفه وإغلاق هذا الملف بشكل نهائي.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15