نخسر 90% من فرص الحياة “. أعتقد أنها منطقية، لكن يظل 10% فأين تصرف، إنها المرتبطة بالأقدار، مرتبطة بمصير الإنسان في الحياة الذي ليس له يد فيه، مثل الموت والحياة، والزواج والطلاق، واختيارك لجنسك، ولونك خلاف ذلك.
وفعلاً فإن ردود الأفعال هي المهيمنة والمؤثرة بشكل كبير على مكاسبنا أو خسائرنا في الحياة، فقراراتك التي تتخذها فيما يخص أي أمر متعلق بمستقبلك، أو عملك، أو حتى اختياراتك الشخصية في الأمور البسيطة هي في نهاية المطاف قرارات مؤثرة سلباً أو إيجاباً على حياتك، وتنعكس عليك بطريقة أو ما، ومثال ذلك عندما تتاح لك فرصة ما، لنقل فرصة وظيفية أفضل مما أنت فيه، دعنا نفترض أنك موظف حكومي، وجاءتك فرصة أفضل في القطاع الخاص، براتب وامتيازات تفوق وظيفتك الحكومية، ستظل وقتاً تفكر، لأنك تؤمن بأن الوظيفة الحكومية وظيفة مضمونة وهي أمان من الفقر كما يقال، وحينها يكون لردة فعلك في مثل هذا الموقف تأثيرها الكبير، فلو ظللت تفكر وقتاً أطول لن تظل الوظيفة في انتظارك.
فإذن، هناك قرارات نحتاج إلى أن تكون ردود أفعالنا أكثر سرعة في اتخاذها.
وردود أفعالنا هي ناتجة في الأساس وتمثل صدى لطريقة تفكيرنا المعتمدة بشكل كبير على ثقافتنا السائدة التي تؤثر فيها السلطة الاجتماعية، وما تشبعنا به من أفكار، مثلاً، على مستوى الأمثلة التي تحفظها ونؤمن بها هناك مثال يقول: “في العجلة الندامة، وفي التأني السلامة”. وهذا المثل، لا ينطبق على كل حال، ربما يكون صالحاً لحركة المرور اليومية، وعدم المبالغة في السرعة أثناء قيادة السيارة، لكنه لا يتناسب مع العديد من القرارات التي تحتاج إلى حزم وسرعة وهكذا، ومثال آخر نؤمن فيه تماماً وهو “اللي مالك نصيب لن تحصل عليه”. وهذه قدرية بحتة، مثل هذه الأمثلة تجعلنا نتقهقر إلى الخلف، وتجعل النكوص سمة يتميز بها الكثيرون من أبناء المجتمع.
طريقة التفكير أيها السادة القراء مهيمنة على حياتنا اليومية ومؤثرة، فمثلاً كلنا يؤمن بأن السعادة كي تتحقق يجب أن ترتبط بعوامل تسهم في تحقيقها، فكثير من الشباب يؤمن بأنه إذا تزوج سيحقق السعادة، وبعضهم إذا اشترى سيارة جديدة، أو امتلك قصراً أو عمارة أو رزق بأبناء، - لمن هم محرمون من الإنجاب على وجه التحديد - لكنه في نهاية المطاف لا يحقق السعادة، ولو تحقق له كل ما يريد، صحيح أن الطموح أمر مطلوب، والإنسان لا يتمكن من العيش إذا لم يكن يعيش على أمل، ولديه طموح يريد أن يحققه، وعندما يتحقق الطموح بطبيعة الحال يتحقق جزءا من سعادتك، لكنه ليس كل شيء، فربما يكون من يحلم بأن الزواج سيحقق له السعادة، يكون هذا المشروع سبباً في تعاسته بصورة أكبر وبالذات عندما يرتبط بإنسانة ليس هناك قدراً من التفاهم بينهما، فيصبح تعيساً، وربما تصاعد الخلاف بينهما وأدى إلى الطلاق، والحال ينطبق على كافة الأمور الأخرى.
ولهذا فالسعادة أيضاً خاضعة لطريقة التفكير هي الأخرى، هناك مثل صيني يقول: “إذا لم تجد السعادة في داخلك، فلن تجدها في مكان آخر”. وهذا يعنى أنه على الشخص أن يقرر أن يكون سعيداً، وهذا القرار ينبغي أن ينبع من داخل الشخص ذاته، عندئذ ستتحقق السعادة له في كافة خطواته في الحياة، سيصبح ينظر للأمور نظرة تفاؤل، ينظر لكل ما حوله بإيجابية أكبر، بأمل، برغبة وحب للحياة، حينها ستكون أصغر الأمور وأبسطها تحقق له السعادة.
علينا أن ننظر دائماً في طريقة تفكيرنا، ونظرتنا للأمور ومواقف الحياة، علينا أن نفكر بإيجابية، أن نصنع من شخصياتنا شخصيات إيجابية، متفائلة، تحب أن تحيا وتعيش بالإيمان بالله، ثم الأمل، والثقة في النفس، لتحقيق مستقبل زاهر.
Kald_2345@hotmail.comk-khodare@hotmail.com