أحقاً أُسدل الستار على قصة محمد (9 سنوات)، طفل القريات؟ الذي لفظ أنفاسه الطاهرة بين يدي أنجس الخلق وأقذرهم! وامتهن ذاك المجرم حتى الجسد الخالي من النبض، حرقاً وتشويهاً!
وفي كل مرة نحتضن فيها أطفالنا، ونطمئن عليهم، ألن نتذكر أم محمد وكيف ستعيش مع هذا الألم، وماذا عن والده وإخوته، وكل فرد في المجتمع، إن كان لنا قلوب طبيعية تعرف الرحمة ومعنى الطفولة. ماذا عن لحظات الرعب والألم التي عاشها محمد؟ إني أسأل شركاء الجريمة، الذين سمحوا لصاحب سوابق في الاعتداء على الأحداث وملاحقتهم، أن يسرح ويمرح لمجرد أن انتهت محكوميته؟ كيف تُرك هكذا دون متابعة ومراقبة، وليكن السؤال الأكثر واقعية، لماذا لم يُقتل في حينها؟ وإن كان بهم رحمة له ولأشباهه، فلما لا يتم بتر أعضائهم “أخصائهم”، ليرتاحوا من رغباتهم الآثمة ويريحوا الخلق منها.
ماذا يعني أن يمثل دور التائب بعضًا من الوقت، وهل يكفي حقًا أن يترك بعدها، يعيش بين الناس كقنبلة لا تخضع لمؤقت، وكيف نثق بغريزة مشوهة، يمكن أن تنفجر في طريق أي طفل أو حدث متى ما سمحت الظروف وغفلت العيون!؟
إن المتحرشين والمغتصبين مجرمون ووحوش لا يمكن الوثوق بهم دون مراقبة، لأنهم بفعلتهم يخلقون مزيدًا من النسخ المصغرة في طور النمو لتكبر وتنتقم من المجتمع بأسره، قصص تكرر ألمها منذ الأزل، فالتحرش والاغتصاب فعل ممتد النكبات، فأي فساد في الأرض بعد هذا الدمار؟
إكرامًا لروح محمد وكل طفل وطفلة هُتكت أعراضهم، وبصفتي أم، ومواطنة، وكاتبة، أطالب بحصرهم وعدهم عدًا، وإجبارهم على مراجعة أخصائيون يتحملون مسئولية التأكد من توبتهم أو بالأصح من شفائهم، وإعلان أقسى العقوبات لكل من تسول له نفسه العبث بالطفولة، تبدأ بالإخصاء وتنتهي بالقتل، فهم ليسوا أقل شرًا وإجرامًا من السحرة والمشعوذين ومروجي المخدرات، فمن يضع يده بيدي ويمنح صوته لهذه القضية؟ لترتج الأرض ومن عليها ويصل الصوت لعقل العدالة، وتطمئن قلوب الأمهات، وتشفى صدور الآباء.
amal.f33@hotmail.com