قلما ينوه المسئولون بالحقيقة، قلما يلامسون الواقع في تصريحهم؛ كالتصريح الذي أدلى به مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس ونشر السبت، يوم العودة إلى المدارس عندما أشار إلى (إنهاء أعمال صيانة المدارس

قبل بداية العام الدراسي)، ثم تدارك ونوّه على «إيجاد خطط بديلة في حال وجود عقبات قد تعيق عملية التنفيذ» وهو التنويه الذكي الذي لا يمكن أن يبرر [العقبات الموجودة الـ أعاقت عملية التنفيذ] ذلك لأن مدة الإجازة كافية لمتابعة عملية الترميم، والوقوف على تلك العقبات؛ وبالتالي معالجتها أو تجاوزها ووضع الحلول لها.

تصريح مدير عام التعليم جاء في أول يوم دراسي للطلاب بعد الإجازة، في حين داومت المعلمات قبل هذا اليوم بثلاثة أيام وكن خلال دوامهن «أعني المدارس التي لم تنته من أعمال الصيانة» وحتى ما قبل سبت العودة بساعات يجهلن أين سيكون الدوام الفعلي، ذلك لأنهن داومن الأيام الثلاثة الأولى في مدارس قريبة بصفة مؤقتة حتى إيجاد حل!! فكيف يمكن الجمع بين تصريح مدير عام التعليم الذي نشر بعد مباشرة المعلمات بأيام خمس وفي يوم العودة للجميع عندما قال: إيجاد خطط بديلة في حال وجود عقبات قد تعيق عملية التنفيذ!! علماً بأن العبارة فضفاضة غير واضحة أو دقيقة: فالخطط لا تأتي بشكل عشوائي، بل بعد دراسة مسبقة؛ حيث يفترض قبل مباشرة المعلمات بفترة أن تأخذ الجهة المسئولة عن الترميم في إدارة التعليم جولة على المدارس المصرح لها بالترميم للتأكد من جاهزيتها، لا أن تأتي المعلمات في يوم مباشرتهم فيفاجأن بأن مدارسهن خارج الخدمة التعليمية، وفي يوم الجمعة، ما قبل عودة الطالبات والطلبة لم يقرر بعد أن يمكن لهن أن يداومن حتى يأتي القرار بأنه سيكون مسائيا في إحدى مدارس البنات من الساعة 1 ظهراً إلى 5 مساء.

هناك صحف عملت جولة على المدارس قبل يوم من العودة ولاحظت أن هناك مدارس خارج الخدمة في الدمام والخبر والقطيف، علماً بأن التعليم أشار إلى أن الصيانة ستنتهي في الوقت المحدد وأنها تحظى بمتابعة يومية من الدكتور المديرس، فهل نعرف أصلاً ما هو الوقت المحدد، وهل عدم جاهزيتها يدل على أن متابعة يومية كانت!!

إحالة التعليم إلى الدوام المسائي نال أغلب مناطق المملكة كالرياض ومنطقة مكة المكرمة؛ حيث وصل عدد المدارس المسائية فيها 32 مدرسة بينما أحيلت 9 مدارس في الدمام للدوام المسائي وهو حدث سيئ لا أتصور أن تسمح الوزارة مروره بسهولة من بين يديها، ونحن على إلمام دقيق بالفرق بين التعليم الصباحي والتعليم المسائي، والأثر الذي سيترتب من جراء فوضى الترميم: فلا الطلبة ستتوافر لهم بيئة تعليمية متكاملة، وعمال الترميم، تحت ضغط الاستعجال سينفذون الترميم هاجسهم عامل الزمن وبالتالي لن يكن الترميم المتقن (هذا ما أتصوره)، خلاف لو أن المتابعة كانت مسبقة، خلال الإجازة.. يوما بيوم.

تأخر تنفيذ أعمال الترميم فساد يتطلب تدخل هيئة الفساد خصوصاً، وأن المشكلة نالت مدارس عدة في أغلب مناطق المملكة، وسكوت الوزارة على هذا الفساد يحرض على فساد عاشر وألف ومليون.