أفتى المرجع الديني، في قم، المدعو آية الله مكارم شيرازي، بأن دعم ومساندة النظام السوري، هما « واجب ديني «، لما لهذا النظام من موقع في غاية الأهمية في نطاق إستراتيجية نظام ولاية الفقيه الشرق أوسطية.
فالنظام السوري، مُخالفا الإجماع العربي، وقف مع إيران ضد العراق، في حرب السنوات الثماني.
والنظام السوري هو الذي عبّد الطريق لإيران ليكون لها موطئ قدم على البحر الأبيض المتوسط، عبر « حزب الله «، ما أتاح لطهران أن تجعل مخططاتها الإقليمية ممكنة التحقيق، بعدما كانت في حكم المستحيل، على حساب المصالح العربية، ولاسيما المصلحة الفلسطينية، بتغييب عماد القضية الفلسطينية (أهل السنّة)، منذ استعادة صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس، وقضائه على الدولة الفاطمية (الباطنية) في مصر0
لكن، هل تستطيع إيران، بفتاوى مراجعها الدينية، ودعمها النظام السوري وقواته المسلحة، وميليشياته، وميزانيته، أن تحمي النظام السوري من التحديات الجدية والخطيرة، التي يجابهها بكل ما يملك، وتملك إيران، من الحديد والنار، وبعناصر من « حزب الله «؟
ربما يتمكّن النظام الإيراني من حماية حليفه الأوحد لبعض الوقت، ولكن هل بمقدوره حمايته من النتائج الكارثية لحرب أهلية دينية، بوادر اندلاعها يؤججها النظام السوري نفسه، يعرف النظام الإيراني جيدا مستوى مضاعفاتها الجدية والخطيرة على طبيعة النظام الإيراني نفسه، داخليا وإقليميا ودوليا، كما يعرف أن لا بد من نهاية ما لهذه الحرب الأهلية، ليقوم على أنقاض النظام الحالي نظام جديد لا علاقة له، إطلاقا، بالنظام السوري الحالي.
لكن إيران، التي يحكمها نظام ولاية الفقيه النفعي البراغماتي لن تُخاطر بوجودها، تحت أية ظروف قاتلة يتعرض لها حليفها الأثير، لأنها تعلم علم اليقين الثمن الوجودي الضخم، الذي ستدفعه إيران، في حال سقوط النظام السوري، أو في حال اندلاع حرب أهلية دينية.
Zuhdi.alfateh@gmail.com