المملكة العربية السعودية ليست صديقة لمصر فحسب بل شقيقة؛ تشاركها الدين واللغة والدم والمصير، ولا يفصل بينهما إلا بَحْر هو في الحقيقة رابط يشدهما أكثر فأكثر.
لا نريد الحديث عما يربط السعودية بمصر؛ فالروابط والوشائج كثيرة، إلا أن الموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بتقديم أربعة مليارات دولار على شكل قروض ميسَّرة وودائع ومِنَح موقفٌ مُنتظَر، وهو من الأفعال التي تُعتبر واجبة، خاصة في الظروف التي تواجهها مصر حالياً، والتي تضغط على أوضاعها الاقتصادية بعد التغييرات التي شهدتها.
الوقوف مع مصر ليس مِنَّة، ولا هو تكتيك أو محاولة لكسب سياسي، بل هو واجب وتأمين للأمن القومي العربي كافة؛ لأن الضغط على مصر من أجل مساعدتها للخروج من أزمتها الحالية يجعلها - لا سمح الله - تُقدِّم تنازلات تُضعف الموقف العربي بمجمله، ومثلما ضحَّت مصر كثيراً للدفاع عن القضايا العربية ومساعدة أقطار عربية عديدة في الخروج من أزماتها فإن واجب الدول العربية، وبخاصة القادرة، مساعدتها في مثل الظروف التي تمر بها بسبب تراكم التجاوزات والضيق الاقتصادي والمعيشي الذي نتج من ممارسات خاطئة للنظام السابق، وأيضاً نتيجة المسؤولية القومية الكبيرة لمصر للدفاع عن القضايا العربية؛ ولهذا فإن الوقوف مع مصر في هذه المرحلة هو ردٌّ لدَيْن مصري مؤجَّل على كل العرب الذين من واجبهم ألا يتخلوا عن مصر، وأن يقفوا معها مثلما فعلت المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، التي هي خير مَنْ يقف ويُقدِّر مواقف الأشقاء العرب الداعمة للقضايا العربية.