الجزيرة- سعود الشيباني :
لأن حديثها عن معاناتها أبلغ من أي وصف؛ فقد تركنا للمكلومة نوال حمود العنزي التعبير عما يكنه صدرها من ضيق، داعين الله أن يفرج كربتها، ويشفيها - بإذنه تعالى -.
تقول نوال: أكتب لكم اليوم بدموع عيني؛ فأنا فتاة كويتية عشرينية ابتلي أبي بنزيف في المخ وفقد البصر وفوق مرض أبي ابتلاني الله بمرض يسمى نقص المناعة الوراثي منذ أن كان عمري ثمانية أشهر، ولا أقول إلا الحمد لله.. وحتى اليوم لم يفارقني المرض، وقد حاول الأطباء علاجي هنا، ولكن في النهاية وقفوا مكتوفي الأيدي، وقالوا: كلنا تحت رحمة الله؛ فاصبري واحتسبي الأجر.
وقبلي توفيت أختي بنفس المرض، وقد تعذرت المستشفيات في الكويت عن علاجي، وأصبحت روحاً بلا جسد، وأصبح البكاء والحزن يلازماني؛ فوالله..
ثماني سنوات لم ألبس ثوب عيد، ولم أفرح بعيد، وأصبحت حياتي إما في المستشفيات وإما في غرفتي المظلمة، والبكاء على سجادتي ومصحفي، ولم أستطع التحكم في دموعي، وبحكم تفكيري الذي أصبح أكبر من سني ومسيطراً علي لا أملك سوى الدعاء والدموع.
وأبدأ معكم بمعاناتي مع آلام نقص المناعة، فهناك علاج دائم لي في المستشفى كل 21 يوماً، وهو (ساندغ غلوبين) الذي يرفع نسبة المناعة لدي، ولم أستطع التخلص منه، ومن ثم تطور الأمر واستلزم أن آخذ العلاج كل ثلاثة أيام عن طريق حقن في البطن والفخذ، ولا يخلو أي علاج من أضرار جانبية؛ فقد سبب لي تلفاً في الرئتين وفي الجهاز التنفسي ثم أتلف ثلاثة أرباع الكليتين وأصبحت أعيش على ربع رئة. كما تضخم الطحال، اضافة إلى هشاشة في العظام ونزول نسبة الدم.
وإلى الآن لم يعرف الأطباء ماذا يحدث لي، إضافة إلى الالتهابات وكسل المعدة.. ومن منا يقدر على تحمل كل هذه الآلام؟!
وها أنا أعيش في نفق مرضي المظلم، بعدما يئس الأطباء من علاجي في الكويت، ولكني لا أزال أرى شعاع نور في آخر ذلك النفق.. نعم كأنه شعاع الشفاء والعلاج - بإذن الله -، ومصدره الرياض.
لذلك أرجو من الجميع مساعدتي على الوصول إلى المستشفى التخصصي في الرياض؛ لأنه الأمل الوحيد المتبقي لي بعد الله.. وأقول للجميع:
يا هل القلوب الطيبة والرحيمه
تعبت انادي والبشر ما يردون
تكفون يا هل الخير لا تتركوني
أقل حاجة يا هل الخير تدعون
وانا دموعي سايله من عيوني
وحدي وكن الناس ما عندها عيون
عشت العمر والدمع مغرق ردوني
من صغر سني يوم الأطفال يجرون
نقص المناعه حطم اجمل غصوني
وتحطمت كل الأماني على الهون
قصت جناحيني وما قدروني
ياما جلست وهم حولي يطيرون
وللمدرسه راحوا وانا ما خذوني
ضاعت طموحاتي وهم ما يردون
ومر العمر وانا تزايد شجوني
وكن البشر حولي حجر ما يحسون
اسهر الين الشمس تطلع بكوني
وحدي وكل الناس حولي ينامون
أشكي مع الجدران خابت ظنوني
وما غير دمعاتي يجون ويسلون
كني غريبه والبشر هملوني
وعلى جروح القلب عيوا يحنون
حتى بعيد الله لا عايدوني
من مظهري يا ناس قاموا يكشون
ما حسوا بجرحي ولا قدروني
ولا دروا ان المرض حيل مضغون
ما عاد لي خاطر بشكلي ولوني
حطم شبابي وطابت النفس بالعون
وابوي وامي كل ما ناظروني
بعيونهم موتي ولو ما يقولون
ما ودهم وسط العنا يتركوني
وما في يديهم شي حتى يسوون
وانا ليا من والديني بكوني
يزيد جرحي كل ما هم يبكون
واخفي جروحي علهم يسكتوني
وانا بقلبي حزن واهات وطعون
تعبت والايام ما عالجوني
وما ظني ان جروح قلبي يطيبون
طاحت حياتي يا عرب من عيوني
حيه وبي الناس جوني يعزون
انطر مماتي والبشر منطروني
وقلبي من الآهات والحزن مغبون
مو باقي إلا بالثرى يدفنوني
وعلي لا من ادفنوني يصلون