جدة - خالد الصبياني
أكدت دراسة أجريت حديثاً انخفاض نسبة الطلاق للمتزوجين الذين تلقوا برامج تأهيلية قبل الزواج، كما أظهرت الدراسة قدر ما يتمتعون به من استقرار أسري داخل بيت الزوجية.
وكشفت الدراسة التي أجريت على 300 شخص أن ما نسبته 98.3% لا يفكرون بالطلاق ويعيشون حياة هانئة ومستقرة.
واستهدفت الدراسة متوسطي العمر بين 20 إلى30 سنة، والمؤهل العلمي ما بين المتوسط والثانوي والجامعي، ومتوسط الدخل الشهري أقل من 6000 ريال
ويقطنون محافظة جدة وضواحيها ومن مضى على زواجهم أكثر من سنة.
أوضحت الدراسة أن 74% من عينة الدراسة استفادوا من هذه الدورات التدريبية لاسيما في العلوم والمعارف والمهارات التي تتعلق بالجوانب الأسرية والنفسية والاجتماعية، بينما يرى 23% بأن الاستفادة متوسطة، وما نسبته 3% قالوا بأن الاستفادة ضعيفة.
وأبانت الدراسة التي أجراها الدكتور علي بن محمد آل درعان رئيس قسم الدراسات والتطوير بمركز المودة الاجتماعي بأن 87% من أفراد العينة التي تم تطبيق الدراسة عليهم يرون أن زواجهم ناجح بكل المقاييس، مقابل 10% يرون أن زواجهم مستقر، في حين أن 3% يرون أن مستوى استقرار زواجهم ضعيف.
وأوضح الدكتور آل درعان أن الدراسة استعرضت فاعلية برنامج التأهيل الأسري بمركز المودة في إعداد المقبلين على الزواج، وقال إنها استهدفت توضيح أهمية التأهيل الأسري لاستقرار الأسرة وسعادتها، واستقراء دور مركز المودة الاجتماعي تجاه المجتمع في تأهيل المقبلين على الزواج، والتعرف على الإجراء الوقائي قبل حدوث المشكلات الزوجية، وتقديم الحلول المناسبة لهذه المشكلات لخفض نسب الطلاق، فضلاً عن السعي لوضع نموذج للممارسة العملية في التأهيل والتدريب الأسري والاستفادة منها في استقرار المجتمع. وأجريت الدراسة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 1429هـ بمحافظة جدة، وتم تطبيقها خلال الفترة الزمنية من 2 صفر 1431 هـ إلى 16 صفر 1431هـ.
وترى الدراسة أن فن التعامل والإقناع والحوار والمهارات في حل المشكلات الزوجية التي يتلقونها من خلال البرامج التدريبية ساهمت في تقليص وردم الهوة بين الزوجين، وإتاحة الفرصة للحوار والتفاهم من خلال ما تلقوه من تدريب ومهارات كان لها الأثر في خفض نسبة المشاكل إلى درجة ضعيفة والوقاية منها قبل وقوعها، وكان لذلك أثر في خفض نسب الطلاق في سنة أولى زواج.
وخلصت الدراسة إلى أن البرنامج التدريبي للمقبلين على الزواج حقق أهدافه بدرجة عالية، وأن دورة التأهيل الأسري لها أثر في خفض نسب الطلاق، إلى جانب الإقرار بأن الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج لها الأثر في تغيير السلوك الاجتماعي، فضلاً عن أن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج عن البرنامج عالية، وأن كوادر التدريب تركت أثراً إيجابياً في المستهدفين.
وأوصت الدراسة إلى ضرورة حث المقبلين على الزواج بالدخول إلى هذه الدورات والانخراط في برامجها لما توفره من بيئة تدريبية جاذبة تتوفر فيها مقومات التدريب، كما أوصت بضرورة حضور الزوجات للبرامج المشتركة مثل: (فهم النفسيات، ميزانية الأسرة، تربية الأبناء...).
وتضمنت توصيات الدراسة أهمية إجراء دراسة مماثلة للذين لم يحصلوا على دورات تأهيلية لمعرفة الفروقات والدلالات الإحصائية بين نسبة الطلاق عند من حصلوا على دورة تأهيلية والذين لم يحصلوا على الدورة، إلى جانب إجراء دراسة إلحاقية لمعرفة أسباب الطلاق لمن حصل على دورة ومن ثم وضع برامج علاجية، وكذلك إجراء دراسة مقارنة لبرامج التدريب والتأهيل الأسري في مركز المودة ومراكز التنمية الأسرية الأخرى في مدن المملكة لمعرفة الفروقات بين هذه المراكز والدلالات الإحصائية بين مستوى الأداء للقائمين على هذه المراكز ومستوى التحصيل لمن حصلوا على هذه الدورات.