ما لم يرتبط التخطيط بما يحتاجه المجتمع والسعي إلى تحقيق الكفاية الذاتية وبخاصة في مجالات العمل وما تريده قطاعات الشغل من كفاءات وأطر لتشغيل برامج التنمية.. ما لم يرتبط كل هذا وتُفَعَّل برامج التعليم والتدريب لتُوضع في مسار واحد ضمن مخطط يهدف إلى مَدِّ المجتمع بحاجته من الموارد البشرية المؤهلة والمدربة، والبعد عن التخصصات التي تشبعت قطاعات العمل من المتخصصين بها، والتركيز على التخصصات النادرة وما يحتاجه سوق العمل.. ما لم يرتبط كل هذا بالمستقبل وبالتخطيط العلمي، فإن المحصلة النهائية تكون تكديس جماعات من البطالة المؤهلة.. والتي تفرز خسائر مركبة ونتائج مدمرة.
فهذه البطالة التي تتكون من خريجين جامعيين مؤهلين صُرِفَ على تعليمهم الكثير، وقضوا سنوات طويلة في التعليم، إلا أنهم خسروا سنين من أعمارهم في تعلم ما لا يحتاجه مجتمعهم، أو لنقل تعلموا ما تشبَّع به المجتمع واكتفى بما حصل عليه ممن سبقوهم. في حين لا يزال هذه المجتمعات في حاجة إلى تخصصات مطلوبة يسد نقصها باستقدام من يشغلها ويجيدها من خارج الوطن، فيما ينشغل أبناء الوطن بتعليم ما لا يحتاجه الوطن.
وهنا تبرز أهمية التخطيط، التخطيط لسياسة تعليمية وتدريبية لا تعتمد على الكَم ونشر الكليات والجامعات لتخريج (بطالة مؤهلة)، شباب جامعي مضى زهرة شبابه لتعلم ودراسة تخصص اكتفى الوطن وتشبَّع ممن اتجهوا إليه في البدايات عندما كانت الحاجة قائمة. والآن ومع تنوع الاهتمامات واتساع قاعدة التنمية ظهرت تخصصات وأصبحت الحاجة إلى وجود كفاءات أخرى.
وهنا تظهر أهمية التخطيط وارتباطه بالحاجة الفعلية لحاجيات التنمية حتى يتحقق الاستثمار الأمثل للإنسان السعودي وفق آلية تجويد الكيف وليس التوسع في الكم حتى لا نوجد (بطالة جامعية) تثير الاضطراب في المجتمع بعد أن تواجه البطالة، وهي التي بذلت الجهد والعمر والعلم ليصلها تخصص غير مطلوب إلى قارعة الطريق بدلاً من دوائر العمل.
JAZPING: 9999