بصراحة جاء ترتيب المنتخب السعودي مؤخراً مخجلاً وصعباً على كل رياضي ومواطن سعودي، فأبداً لا يليق هذا المركز بمكانة بلادنا عالمياً وما وصلت إليه سابقاً من إنجاز غير مسبوق. ما حدث ويحدث حالياً سبق أن حذَّرنا منه مرات عديدة وكان البعض يراه نقداً قاسياً ولكن اليوم أدرك أصحاب النظرة القصيرة ما كنا نعنيه عندما نقول إن الأمور ليست كما ينبغي.
لقد سبق أن ذكرت من خلال هذه الزاوية وعبر القنوات الفضائية أن وضع الرياضة السعودية بصفة عامة ليس بحجم ما يتم عمله والإنفاق عليه. لقد حان الوقت الذي يجب أن يتم فيه تغيير الإستراتيجية العامة للعمل داخل المؤسسة الرياضية لدينا. لم يعد وجود لجان وأسماء أكل عليها الدهر وشرب مفيداً، لقد سبق أن قلنا إن العمل المؤسساتي وتحرير الأندية ومشاركة القطاع الخاص هو الحل الأمثل لرقي رياضة بلد يشهد تطوراً غير مسبوق في جميع المجالات باستثناء الرياضة التي تشهد انحداراً غير مسبوق عكس المتوقّع. اليوم من يهمه تطور الرياضة في السعودية يدرك أن عمل اللجان وتشكيلها هو عكس التطور المنشود. إلى متى سوف نستمر نتغنى بإنجازاتنا السابقة ومقولة ذهبنا إلى كأس العالم أربع مرات متتالية، انظروا حالياً لقد توقفت جميع الإنجازات على مستوى المنتخبات والأندية وفي جميع الألعاب إلى متى لا يدرك العاقل أن المجد والعز يجب أن نحافظ عليه وليس نتغنى به.
وتحققت أمنية رئيس النصر
أخيراً تحقق ما كان يتطلع إليه سمو رئيس نادي النصر حول إلغاء المادة (18) من لائحة الاحتراف لدينا، وكان تطلع سموه مبنياً على رؤى بعيدة المدى وكذا (أسوة ببقية ما هو معمول به لدى جميع الدول المتطورة رياضياً، فلم يعد احتكار اللاعب وامتلاكه مفيداً للكرة لدينا خاصة بعد التصنيف الأخير واليوم هل استعدت الأندية لدينا لتقبل هذا القرار والعمل به؟
فعلى جميع الأندية التي لديها لاعبون مميزون ويعودون على الفريق بالنفع والتميّز أن توقّع معهم عقوداً لا تقل عن خمسة مواسم لضمان عدم رحيلهم لأن الأندية اليوم لم تعد تمتلك اللاعب كما كان.
ولكن إذا قلنا إن سمو رئيس نادي النصر هو أكثر شخصية رياضية كانت تطالب بإلغاء المادة 18 وتحرير اللاعب فهذا عمل حالياً وهو المعني بهذا الأمر؟ أعتقد أن على رئيس نادي النصر وهو من كان ينتظر هذا القرار قد أعد العدة لاستقطاب أميز اللاعبين من المحليين إذا ما أدركنا أن الفريق النصراوي ينقصه لاعبون مميّزون في عدة مراكز وإن كان أهمها الأظهرة وقلب الدفاع وصانع لعب فهل يحقق سمو رئيس نادي النصر تطلعات محبي نادي بعدما تحققت أمنيته بإلغاء ما كان يطالب به؟ ولا أنسى أن عليه كذلك تغيير اللاعبين الأجانب جميعهم إذا ما أراد وضع بصمة لرئاسته وتحقيق إنجاز غير مسبوق وهو إعادة الفريق للعالمية والتغني بها من جديد وليس بالماضي.
جرائم بدون عقاب
أعتقد البعض أن مصطلح كلمة (جريمة) هي عمل جنائي بحت والحقيقة أن أي عمل يخالف الواقع يعد جريمة حتى في حق الإنسان نفسه. وما جعلني اليوم استخدم هذا المصطلح هو الجرم الذي تشهده بعض الأندية في إهدار للمال إذا ما أدركنا أن اليوم ليس كالأمس، فالأندية اليوم تعتبر منشآت استثمارية وملكاً للمستثمرين وعشاقها، فلم يعد تبرع شخص أو دعم عضو كما كان سابقاً هو السائد حالياً، فإهدار المال العام يعد جريمة ويتحمّلها من كان السبب. ولو اطلعنا على ما يحدث في أغلب الأندية التي لها رعاة وشركات استثمار لوجدنا أن جميع أو معظم أموالها الاستثمارية قد أُهدرت بدون حسيب أو رقيب بحجة أن العمل ما زال تطوعياً إلى الآن. فالجميع قد يشترك في إهدار مكتسبات الأندية كما هو حاصل حالياً، ودائماً ما يكون المتهم منحصراً بين ثلاث جهات؛ إما الإدارة وهي المسؤول الأول عن ما يحدث أو المدرب واختياراته الفاشلة أو مكتب التعاقدات الذي يكون في مصلحته ارتفاع المبالغ لتزيد نسبته، وانظروا بأعينكم محترفي نادي النصر جميعهم خارج الخدمة ولا تجهلون من المسؤول؟! ومحترفي نادي الأهلي باستثناء الحوسني أو محترفي الشباب أو حتى نادي الاتحاد وبقية الفرق باستثناء الهلال. ألم يعد إهدار هذه الملايين جريمة، ولكن مَن يحاسب مَن، والناتج انحدار مستوى الكرة وأخيراً ترتيب (81) عالمياً وا أسفاه.
نقاط للتأمل
- جاءت تشكيلة منتخبنا كما كنا نتوقّع إبعاد بعض الأسماء رغم تميّزها في دورة الخليج وضم أسماء ولكن الوقت غير مناسب لطرحها حالياً.
- تناولت قنوات وبرامج تصريح سمو رئيس الهلال الذي قال فيه: (إن الحكام يتجرؤون على الهلال)، فما الغريب في التصريح، فمن حقه أن يقول ما يشاء كبقية التصاريح التي تصدر من رؤساء الأندية.
- استغل البعض مستوى التحكيم السيئ هذا الموسم ليجيّر فشل لاعبيه وبخاصة الأجانب إلى التحكيم ولم يدركوا أن التحكيم حتى في كأس العالم كان سيئاً وتسبب في تغيير النتائج.
- مستوى التعاطي والطرح مع القضايا الرياضية لدينا هو أحد أسباب تدهور الكرة واحتلالها مركزاً لا يليق إطلاقاً بها.
حجم الإنفاق الذي تصرفه الدولة على الرياضة والتوجه للعمل المؤسساتي والاستثماري لا يتوافق أبداً مع ما نحن فيه قارياً وعربياً وعالمياً، إذاً أين الخلل؟ مَن بحث سيجده ولن أعلِّق.
- أتمنى أن لا يكون التحكيم عذراً، فالنصر متهالك؛ لا أظهرة ولا دفاع، والشوط الثاني دليل، حيث سيطر التعاون ولكن الفترة الشتوية قادمة وننتظر ما سيحدث من تغييرات في فريق لا ينقصه المال كما ذكر رئيسه.
- مشكلة الفريق الاتحادي ليست فنية ولا إدارية، فهو ليس بسيئ لهذه الدرجة ولكن مشكلته التي أراها هي تيارات التصاريح وكل يغني على ليلاه.
- ما زلت أتساءل: ما هو الإجراء الذي اتخذ مع مسؤول ملعب الأمير مساعد بن جلوي في الأحساء عندما رفض إضاءة الملعب للفريق النصراوي الأسبوع الماضي ليتدرب قبل مباراته مع الفتح.
- أحسن ما في هذا الأسبوع خروج الوالد القائد عبد الله بن عبد العزيز من المستشفى، أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية.
- نلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.