ذهب المنتخب الوطني السعودي لبطولة الخليج في اليمن بالصف الثاني أو بالمنتخب الرديف إن صح التعبير وهم ومن وجهة نظري.. أراهم جميعهم الغائبين والحاضرين في تلك البطولة هم منتخب أول وقدموا مباريات جميلة ونتائج جيدة ولولا سوء الطالع لعاد نجوم الأخضر بالكأس، علما بأن المهم هنا ليست الكأس.. المهم صناعة نجوم على مستوى المنتخبات وتقديمهم لبطولات أهم من بطولة الخليج وهذا ما حدث فعلاً.
قبل بطولة الخليج لم أقرأ مقالاً واحداً يثني على بيسيرو مدرب المنتخب بل كان هناك رأي متفق عليه من قبل الجميع وهو.. الإقالة.. والبحث عن غيره وجعل بطولة الخليج فترة إعداد يتعرف من خلالها المدير الفني الجديد على عناصر المنتخب من أجل بطولة آسيا.. ما حدث بعد بطولة الخليج من تغير في الطرح والأفكار.. يحسب لبيسيرو.. فقد نجح في إقناع الجميع بإمكانياته كمدرب للأخضر وبأنه قادر على قيادة الأخضر لتحقيق بطولة أمم آسيا التي غاب عنها الأخضر فترة طويلة.
بيسيرو.. قدم عملا فنيا أكثر من رائع بكل المقاييس مع عناصر جديدة إلى حد ما.. وكوّن مجموعة يسهل الاعتماد عليها في آسيا.. فالرجل وسع دائرة الاختيار.. وأصبحت أمامه حلول كثيرة تساعده على تنفيذ خططه الفنية داخل الملعب.. من هنا تكمن روعته الفنية.. إذن من المفترض انتظار نتائج عمله حتى نكون مُنصفين في الحكم عليه وحتى تتضح الصورة كاملة أمام الجميع بكل معطياتها.. وهذا الشيء لن يتحقق إلا بانتظار النتائج.. عندها ستسهل عملية النقد وتحديد الأخطاء بشكل واضح.. قبل أن يحدث هذا لا يمكن لأي شخص مهما بلغت قدرته الفنية أن يستنتج الفشل قبل النجاح. الجميل بالأمر ومن وجهة نظري هو وفرة النجوم في الكرة السعودية حيث يستطيع بيسيرو أو غيره أن يخوض ثلاث بطولات متتالية بثلاث منتخبات ويكون المنتخب في الثلاث بطولات منافسا قويا.. باختصار وبالأرقام والنتائج يعتبر المنتخب السعودي بكل نجومه وعلى مر أربعة عقود ماضية علامة فارقة في قارة آسيا.. لهذا نحن نفخر برياضتنا وبنجومنا رغم بعض جوانب التقصير وهذا أمر طبيعي وأي عمل بالدنيا لا يخلو من التقصير فالكمال في العمل أمر قد يكون مستحيلاً.
لا أتمنى أن يحدث في بطولة أمم آسيا ما حدث في بطولة الخليج من حيث المنجز.. ففي الخليج صارعنا إلى اللحظة الأخيرة من أجل الكأس.. وفريقنا بجلد جديد.. أما في آسيا فالأمر يجب أن يكون مختلفا تماماً.. بمعنى أتمنى من الجميع سواء إعلاميين أو مدربين وطنيين أو محللين الوقوف مع المدرب ودعمه وإعطائه الفرصة كاملة فالأمر هنا يتعلق بمنجز له مكانته الاعتبارية في الفيفا.. فكأس آسيا له ثقله في الفيفا وسيعيد لمنتخبنا هيبته على مستوى القارة ومكانه الطبيعي في جدول تصنيف الفيفا للمنتخبات على مستوى العالم.. وربما نحقق رقما جديدا في التصنيف من حيث الأفضلية.. كأس آسيا بطولة مهمة تكمن أهميتها في جوانب كثيرة ولعل أبرزها عودة الثقة لنجوم الكرة السعودية.. لهذا يجب أن تتوحد الجهود من خلال دعم الأخضر.. وتوفير كل أسباب النجاح للمنتخب حتى يعود بإذن الله حاملاً الكأس.
الشيء المهم الآخر هو إحساس لاعبي المنتخب المختارين من قبل المدرب بأهمية البطولة وحجمها وهذا الأمر يتطلب مجهودا مضاعفا وتركيزا أكبر حتى يتحقق المراكز ونعود من جديد أسيادا لآسيا. وبلا أدنى شك أخضرنا بنجومه قادرون بعد توفيق الله على تقديم منجز جديد لهذا الوطن.. فكل المشاركات السابقة الإقليمية والقارية كان الأخضر طرفاً ثابتا في النهائيات وهذا فيه دلالة واضحة على علو كعب الكرة السعودية وثبات سيطرتها وتفوقه رغم تغير العناصر وهذا ما يؤكد وفرة العناصر الموهوبة في أنديتنا. هناك عوامل أساسية أجدها متوفرة في هذه الفترة تحديدا بشكل واضح ستجعلنا جميعا نتفاءل بالكأس.. فما يتوفر لمنتخبنا قد لا يتوفر لأي منتخب في آسيا من حيث الدعم.. ومتابعة المسؤولين والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة.. وتذليل كل العقبات.. بالإضافة للاستقرار الفني، فالفترة التي أمضاها بيسيرو مع الأخضر كافية لتقديم نتائج إيجابية.. وأيضاً منتخبنا يحظى بدعم إداري مميز متمثل بمدير المنتخب ورئيس لجنة المسابقات فهد المصيبيح.. فالرجل عرف عنه الجدية في العمل.. والقدرة على التعامل باحترافية مع النجوم.. فالنظام ديدنه ويجيد تطبيقه بشكل متميز على الجميع.
يبقى الجمهور ودوره المهم في تشجيع ودعم نجوم الأخضر ولعل إقامة البطولة على أرض دولة شقيقة ومجاورة كقطر قد يزيد من حظوظ المنتخب في تحقيق كأس البطولة.. إذن كل العوامل السابقة متوفرة خلال هذه الفترة في المنتخب السعودي يبقى فقط تقديم.. المنجز.
ماذا يريد بلاتر؟
منذ أن تم الإعلان عن استضافة قطر لنهائيات كأس العالم للمنتخبات 2022م ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر يخرج بين فترة وأخرى بتصاريح غريبة وكأن لسان حاله يقول ليتها ذهبت لأمريكا.. هل هو ندم على منح قطر ذلك المجد أم ماذا؟! تارة يقول يحق لدول المجاورة لقطر استضافة بعض المباريات.. وتارة يقول سوف ندرس إمكانية إقامة النهائيات في فترة الشتاء.. في المرة الأولى أعتقد بلاتر بأن الحمل سيكون كبيرا على الأشقاء في قطر وربما شعر بالقلق والخوف من فشل قطر في الاستضافة إذا كان السيد بلاتر يشك في مقدرة قطر على التنظيم فلماذا يقبل ذلك الملف المبهر للعالم بأسره؟.. وفي المرة الثانية رمى بسهامه على المناخ وطرح من أبوظبي فكرة إقامة البطولة في فصل الشتاء.. والسؤال العريض هنا لماذا كل هذا يا بلاتر؟ ربما رئيس الفيفا بلاتر لم يستطع أن يصمد أمام منتقديه في العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي.. وهو يحاول الآن فعل شيء يُعيد حالة الرضا عنه عند كل منتقديه.
سلطان الزايدي
zaidi161@hotmail.com