ربما لا يكون من صواب الرأي أن يلام كاتب المقال اليومي أو الأسبوعي بهذه الصحيفة أو تلك حينما يأتي مقاله خالي المضمون بعيدا كل البعد عن الغاية والموضوعية... والفكرة التي تحتاج إلى تجلية وليبقى المقال مجرد سرد بلا غاية عدا عن تغطيته لتلك المساحة المتاحة وفاء لالتزام ذلك الكاتب أمام صحيفته... لأن الفكرة أو القضية التي من أجلها يكتب المقال مما قد يحتاج إلى وقت وروية...
أو ليس الباعث للكتابة هو الرغبة في المساهمة في حل قضايا الأمة ذات الأهمية التي دونها قضية انقطاع الكهرباء في حي هنا أو حي هناك وإن كان مما لا يجب حدوثه.
ويأتي مقال الأخ محمد آل الشيخ ضمن عموده (شيءٌ من) وتحت عنوان العقاب من جنس العمل بصحيفة «الجزيرة» الصادرة يوم الثلاثاء الموافق 8 محرم 1432هـ شيء من هذا والذي نال فيه من قطاع حكومي هو الأفضل في كل الأحوال وأحد علامات النجاح البارزة في هذا البلد ورموزه من تلك العناصر القيادية المتميزة وعلى رغم ما لهم من قدر وكيف لا يكونون كذلك وهم ممن عاصروا وساهموا في مرحلة الجهد والجهاد في سبيل تحقيق ما تحقق فعلا في مجال الكهرباء والماء وعلى مستوى المملكة بمساحتها الواسعة والشاسعة.
بدءا من رمز النجاح الأول الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله- مرورا بمن هم على رأس العمل القيادي بهذين القطاعين بالغي الأهمية.. أبمثل هذا يكون التناول ولمجرد حدوث خطأ هنا أو خطأ هناك وعلى رغم بساطته ولكونه من الأمور الطبيعية التي تعالج في حينها وهل يستحق ذلك مثل هذا القدر من هذا التناول غير الملائم... أم أنه يأتي حين يعيا الذهين بالإحاطة ويضيق عن اتهام الجزئيات لموضوع مما قد يرد بخاطر هذا الكاتب أو غيره فيصير اللجوء إلى مثل ذلك نظراً لضيق الوقت ثم لماذا لا يتضمن المقال الاقتراح إن كان لابد من التعرض لما حدث برغم ضآلة حجمه وطلب المسؤولين في هذا القطاع إلى لقاء مع الصحافة لبيان الأسباب والمسببات ضمن حوار مفتوح يمكن الخروج من خلاله بنتيجة فقد تكون لديهم صعوبات تشاركهم فيها جهات أخرى مما يتيح الفرصة لأصحاب الرأي وحملة القلم بمساعدتهم في تذليلها وذلك بطرح ما يصعب طرحه إما عن عنوان المقال (والجزاء من جنس العمل) فهل يرى كاتبه قطع الماء والكهرباء عن منازل كبار المسؤولين أظنه قد يرى ذلك.
عبدالرحمن الشلفان