|
خلال العقدين الأخيرين تطوّر حجم ونوع جمهور الرواية في السعودية، وتحولت الرواية من سياقها الفني إلى سياق اجتماعي، وتغيرت من مسألة نخبوية إلى قضية شعبية.
كتاب (الرواية الجماهيرية) للباحث والناقد سعد المحارب يُقدّم قراءة نقدية لروايات حظيت باهتمام إعلامي وعناية جماهيرية.. وقد اقترح المؤلف تسمية الرواية في هذه المرحلة بالرواية الجماهيرية؛ تمييزاً لها عن نظيرتها التي بقيت خلال ستة عقود ضمن دائرة النخبة.
وقد تناول الباحث عدداً من الأعمال، منها: الرياض نوفمبر 1990م لسعد الدوسري، وشقة الحرية لغازي القصيبي، والعدامة والشميسي والكراديب لتركي الحمد.
وقال الباحث: إن الرواية الجماهيرية احتوت في عدد من نماذجها على موقف نقدي من بعض الممارسات التي تتم تحت اسم الدين دون أن تكون منه، وقوبلت النماذج باستياء عام من إسلاميين وجمهور لهم، وأدى هذا الاستياء إلى التشهير والشهرة، وجمع المؤلف الغنم بالمغرم.
كما قدّم الباحث سعد المحارب قراءة نقدية لروايات هند والعسكر لبدرية البشر، ونساء المنكر لسمر المقرن، والهدام لموسى النقيدان، وبنات الرياض لرجاء الصانع، وشارع العطايف لعبدالله بخيت.
وقال: يمكن إجمال نتائج الرواية الجماهيرية في أنها ساهمت في توسيع القاعدة الجماهيرية لقراءة الكتاب في السعودية، والتعاطي مع فن الرواية، وهو أمر انعكس على زيادة إقبال السعوديين على الروايات العربية والأجنبية كذلك، مثلما أعانت على تنشيط الصحافة الثقافية وإنعاشها بجدليات تجتذب الجمهور العام لا مجرد النخبة، كما أنها ساهمت مع غيرها في رفع سقف حرية الكلام في المجال العام محلياً، ونجحت في تذويب بعض الحساسية الاجتماعية حيال جملة من الموضوعات، وهو ما شكّل مقدمة للكتب والدراسات الجريئة والجادة التي حلّت جماهيرياً محل الرواية في المرحلة الراهنة، ووفرت الرواية الجماهيرية سجلاً بديلاً في توثيق بعض ملامح المرحلة الاجتماعية وتدوين المواقف، وهبطت في الغالب بالمستوى الفني للعمل الروائي، وأشاعت في كثير من الحالات خلطاً بين بعض المفاهيم؛ فصارت المذكرات إبداعاً، وكتابة المقالات الفكرية أدباً، ونشر مشاهد تخدش الحياء ابتكاراً فنياً، وطلب الإثارة عموداً لخيمة الرواية..!! وساهمت الرواية الجماهيرية بإهدارها للقيمة الفنية في تشجيع تفسيرات غير فنية لها.