حين لمح العربة الخشبية التي تعلوها البالونات الملونة تنحدر باتجاه شارعهم هب في خفة ورشاقة.. وضع بعناية حصانه الطيني ذا الجناحين الذي عجنه من طين تخيره بعناية وصنعه بدقة في الشمس قرب الجدار ليجف..
«هات بريزة يا أم»...
بإشارة من يديها عرف الجواب،حين لمحت حزنه قالت: خذ لك كوز ذرة من على السطح في ثوان كان يرتقي السلم الخشبي المركون في براح الدار على جدار علاه الرشح،انتبه جيداً لمكان الدرجة المكسورة انتقى في عناية أكبر كوز ذرة، نزل برشاقة
عاوز صفارة وبالونة يا عم، أردف موضحاً...
صفرا
عاد مسرعاً حين أخبره البائع في بلاهة أن كوز ذرة واحد لا يكفي للاثنتين... عاد إليه وصدره ما زال يعلو ويهبط بقوة
صفراء.. يا عم..
ببراعة أدخل مقدمة الناي في فمه بعد أن أمسك بطرف خيط البالونة بإبهامه الأيسر، بدأ النفخ، حرك أصابعه برشاقة، خرج الصوت بهيجا ساحرا، تعلو رأسه قليلا البالونة الصفراء التي تتمايل يمنة ويسرة، النغم يخرج شجيا، يتمايل يمنة ويسرة ... تشاركه البالونة الرقص في الهواء.. تتمايل نشوى معه..
لمح حصانه الطيني قرب الجدار... فرت دمعة من عينيه حين رأى أثر قدم كبيرة شوهته..
فر خيط البالونة من يده دون أن يشعر... طارت بعيدا... أصر على النفخ بقوة... خرج النغم حزينا... حزينا جدا.