قدم الباحث والمؤرخ خالد البسام العديد من الحكايات والقصص التي عاشها الجيل السابق في البحرين من خلال كتاب (البحرين تروي)، وقال في مقدمة الكتاب: لم تكن البحرين بجزائرها القليلة والصغيرة موطناً للؤلؤ والنخيل والماء العذب والعيون الطبيعية فقط، بل كانت أيضاً جزائر للحكايات وبحراً من القصص والتاريخ.

فمع بداية القرن العشرين بالذات بدأ كل شيء في هذه الجزائر الصغيرة يتغير ويتطور ويتسابق في إنشاء المدارس والبلديات والأندية الرياضية والحركات السياسية والمنتديات الثقافية وإصدار الصحف والمجلات، وراحت تسابق غيرها من بلدان الخليج في السينما والمسرح والطباعة والفنون. كل سطور وصور هذا الكتاب القديمة حكايات حاول بعضها أن يشبعنا قصصاً عن ماضٍ جميل لن يعود وبعضها حكايات تقدم الكثير من العبر وحكايات تقرأها وكأنها اليوم أمامنا بلا تغيير وكأن عشرات السنوات لم تمر عليها. لكن كلها حكايات من التاريخ من زمن لم يتعلم فيه البشر كيف يروون بالكتابة وكيف نهضوا وكيف فنوا وكيف عاشوا بطمأنينة القناعة التاريخية.

وتحت عنوان المثقف كمال المهزع يؤسس المعادلة الصعبة قال المؤلف: بعد تخرجه في دار العلوم بالقاهرة أوائل الثلاثينيات عاد إلى المنامة المثقف البحريني الشاب كمال المهزع ابن القاضي الشهير قاسم المهزع ليجد نفسه أمام هدوء الجزر بعد أن تعوَّدَ على صخب القاهرة المملوءة بالأحداث والحياة الأدبية والصحفية. كان وقتها نموذجاً للمثقف العصري فاتفق مع أصدقائه على إنشاء نادٍ يُمَثِّلُ فكرة جديدة في البحرين وهي أن يكون أدبياً ثقافياً ورياضياً معاً. وفكرة النادي كانت جديدة فعلاً آنذاك فقد كان الكثير من الأندية الشهيرة في البحرين والنشطة آنذاك أمثال: العروبة، الأهلي، البحرين كلها أندية ثقافية اجتماعية لا تلعب الكرة.