جمع الدكتور عائض القرني العديد من الأبيات الشعرية الجميلة في كتاب بعنوان «أبيات سارت بها الركبان» وقال في مقدمة الكتاب: هذه أبيات جرت بها الألسنة وتشنفت بها الآذان وصارت كالأمثال شهرة وكالنجوم ظهوراً. أحببت أن أجمعها لتكون للمتأمل متعة وللمعتزل أنساً وللعاقل عبرة ففيها الحكمة الشاردة والتجربة الواعية والرأي السديد.
وقد تضمن الكتاب عدداً من الأبيات الجميلة ومنها:
إن ربًّا كفاك ما كان بالأمسِ
سيكفيكَ في غدٍ ما يكُونُ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزلل
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البال
ففي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القِلى مُتغزلُ
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
أَخْلِق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يَلِجَا
واعلم بأن من السكوت إبانة
ومن التكلم ما يكون خبالا
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
أعلل النفس بالآمالِ أرقبها
ما أضيق العيشَ لولا فسحة الأمل
أتاك الربيع الطَّلْقُ يختالُ ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وُلِدَ الهُدَى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء