صحيح أن «أرامكو» من الشركات التي يُشدُّ بها الظهر، ولها بعد الله، من الأفضال على هذا البلد، الشيء الكثير، سواءً في مجال تدريب وتأهيل الشباب، أوفي مجال استخراج وتكرير النفط، ثروة هذه البلاد الأولى، ولكنها في مجال خدمة المجتمع، لا يُشدُّ بها لا ظهر ولا بطن! فليس كافياً أن تكون الشركة العملاقة الأولى، وأن يُنظر لها وللموظفين الذين ينتمون اليها باحترام، بل يجب أن تثري الفقر المحلي في بعض البرامج التوعوية والخيرية والتثقيفية، وهي تستطيع ذلك، إنْ خرجت من الدائرة النمطية المكررة والمحدودة لمشاركاتها في المجال الاجتماعي والثقافي.
نريد من أرامكو برنامجاً وطنياً لخدمة مرضى فشل القلب والكبد والرئتين والبنكرياس والكلى. نريد منها برنامجاً لدعم أطفال التوحد ومتلازمة داون وفرط الحركة، وبرنامجاً لدعم الموهوبين في مجالات البيئة وعلوم الأرض، وبرنامجاً لتثقيف الشباب والشابات في ترشيد الطاقة. نريد منها جائزة سنوية للمتفوقين والمبدعين، وحفل سنوي لتكريم الرواد في القطاعات الاقتصادية والصناعية، وبرنامج لإحياء المناطق التي تمر بها أنابيبها.
إنك حين تمون على جهة ما، فإنك ستكون معها في غاية التطلب. نعم. نحن نمون على أرامكو، ولذلك نطالبها بمشاركات واسعة، تخدم من خلالها أهل الأرض التي جعل زيتها منها الشركة الأكثر ثراءً وشهرة.