Thursday  11/11/2010 Issue 13923

الخميس 05 ذو الحجة 1431  العدد  13923

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

عرفتُ الدكتور عبدالصبور شاهين أثناء بعثتي الدراسية إلى القاهرة، عرفته أولاً من كتبه اللغوية التي أقبلت على قراءتها؛ لأني كنت أرغب في معرفة بعض الدراسات الحديثة، ومن كتبه التي قرأتها «القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث»، و»المنهج الصوتي للبنية العربية»، وقرأت له ترجمته لكتاب هنري فلش «العربية الفصحى». وعرفته حين أكرمني باستقبالي في بيته، وكنت اتصلت به أستأذنه في حمل نسخة من رسالتي للماجستير إليه لأنه أحد المناقشين، وكان استقباله لي رائعًا؛ أطلعني على مكتبته وعلى مشاريعه في الكتابة والترجمة، وحدثني عن معاناة النشر التي يواجهها، واطلع على رسالتي وأنا جالس عنده، ونظر في مراجعي وإذا بكتاب ليس لديه فصارحني بحاجته إلى النظر في الكتاب وهو (الواضح في اللغة العربية للزبيدي) فوعدته بإحضاره، وهكذا تيسر لي أن أزوره مرة أخرى وآنس بحديثه وأنتفع من علمه، لا أنسى أنه صحح لي نطق الوصف (صلب) فكنت أفتح الصاد فأوصاني بضمها. وكان رحمه الله يمتاز بجهارة الصوت ووضوح مخارج الأصوات وسلامتها فأنت تسمعها منه سماعك إياها من قراء القرآن الكريم، وليس بغريب منه هذا فقد حفظ القرآن في الصغر وتعلم في الأزهر الشريف، وإنك لتلمس اختلاف نطقه الأصوات عن نطق الدكتور أحمد مختار عمر - رحمه الله - الذي تسمع منه الثاء سينًا، أما هو فيخرجها من بين الأسنان كما يجب أن تخرج. كان الدكتور عبدالصبور شاهين وزميله الدكتور عبدالعزيز مطر تلميذَيْ العالم اللغوي إبراهيم أنيس رحمهم الله جميعًا. قال لي الدكتور عبدالصبور: اتصلت الشرطة بي يومًا، وقالوا: هنا رجل مجهول صدمته عربية فمات، ووجدنا في جيبه ورقة فيها اسمك. كان للدكتور عبدالصبور شاهين حضور في وسائل الإعلام من تلفاز وإذاعة، وكان خطيبًا مشهورًا. قال فلما مضيت هناك وكشفت أوراق الجرائد التي سجّي بها إذا بأستاذي إبراهيم أنيس - رحمه الله - ملقى أمام باب مجمع اللغة العربية، خرج لا يلوي على شيء غير منتبه لما يموج به الشارع من حركة الحياة المضطربة فاقتحمته العربة فخر صريعًا. أطلعني رحمه الله على بعض الرسائل التي أشرف عليها، وكان من أهمها عندي رسالة (رسم المصحف) لغانم قدوري الحمد، فاستأذنته في تصويرها، فسلمها لي من غير تردد.

* على بعض»، وهذه من اللهجة المصرية، أي: لا يفسدن أحدنا على الآخر أمره. رحم الله أستاذنا الدكتور عبدالصبور، ومتع بعمر تلميذه أستاذنا الدكتور محمد حماسة عبداللطيف.

 

مداخلات لغوية
الدكتور عبدالصبور
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة