احتفى النصراويون - مشجعين وإعلاميين وكذلك رسميين (الأمين العام) - بالمعلومات المزيفة التي نُشرت على موقع الفيفا عن بطولات الأندية السعودية.

واستغربت شخصياً كيف يتم هذا الاحتفاء النصراوي الحار بمعلومات مزيفة..!!؟

وزاد استغرابي أن المعلومات المزيفة الموجودة على موقع الفيفا قد شطبت عشر بطولات من البطولات التي يزعم النصراويون أنها في سجل بطولات ناديهم ومع ذلك احتفوا بها..!! وتغنوا بها.. ودافعوا عنها أمام المنتقدين.

ولكن كل علامات التعجب.. والدهشة.. والاستغراب زالت تماماً عندما اطلعت على تلك المعلومات المزيفة ووجدت أنها قد سلبت من الهلال أكثر من خمسة وعشرين لقباً..!!

فهل سلب ذلك الكم من الألقاب الزرقاء مسوغ لأن يتنازل النصراويون عن عشرة ألقاب من قائمتهم التي يدّعون أنها سجل رسمي لناديهم يجب الاعتراف به وتوثيقه..!!؟

وهذا يقودنا إلى حقيقة.. وهي أن النصراويين لديهم استعداد لأن يفقدوا بنفس راضية الشيء الكثير مقابل أن يفقد الهلال زعامته كبطل لأبطال الكرة السعودية.. وفي هذا السياق أعجبني رأي اتحادي رسمي عندما رفض الاعتراف بتلك المعلومات المزيفة رغم أنها وضعت فريقه على رأس لائحة الترتيب مبرراً ذلك بأن المعلومات قد سلبت بعض الألقاب من فريقه.

فالاتحادي كان صاحب مبدأ (وليس ميكافيلياً).. حيث طالب بأن تعتمد بطولات ناديه كاملة بغض النظر عن الموقع الذي سيحتله في لائحة الترتيب وبغض النظر عن مواقع الفرق الأخرى.. سواء كانوا منافسين أو غيرهم.

وهذا يقودنا إلى سؤال.. لماذا تنازل النصراويون وبالأخص الشرفيين والرسميين عن تلك البطولات العشر بكل سهولة..!!؟

والجواب ببساطة أن تلك الألقاب العشرة ما هي إلا ألقاب مزعومة وغير حقيقية.. ولا بأس أن يتم التنازل عنها مقابل إلغاء نصف ألقاب الهلال.. فلو كان النصراويون قد تعبوا في تحقيق أحد تلك الألقاب فلن يتنازلوا عنه مهما كان الثمن.

فحسب الإحصائيات الموثقة فإن عدد ألقاب الفريق النصراوي الحقيقية هو (21) لقباً.. وما زاد عن ذلك فهو مزعوم وغير حقيقي ويصنف في إطار المناورات والمساومات ويمكن من خلالها الدخول في الصفقات مثلما حدث في معلومات موقع الفيفا المزيفة التي رضي النصراويون أن يفقدوا عشرة ألقاب ويتمسكوا بذلك مقابل خسارة الهلال لخمسة وعشرين لقباً.

كما زال الاستغراب وانقشعت غيمة الدهشة عندما قال الأمين العام لاتحاد الكرة فيصل عبد الهادي في تصريح للقناة الرياضية السعودية إن المعلومات الخاطئة التي نشرها الفيفا على موقعه الإلكتروني لم يكن الاتحاد السعودي مصدرها.. لكنها وصلت للفيفا من طرف آخر غير معروف.. هكذا قال العبد الهادي.. ولكني أقول إن الطرف الغامض معروف.. وذلك لا يحتاج إلى جهد ذهني مكلف.. فتفاعلات وتداعيات نشر تلك المعلومات المزيفة تكشف بجلاء من زود موقع الفيفا بتلك المعلومات.. وللتذكير فقط فإن أصحاب المعلومات المزيفة لهم سابق تجربة في تزييف المعلومات ومع الفيفا أيضاً.