يحدث أن تسمع مقولة «هذا من مدرسة فلان»، ولا يصل المرء لرتبة أن يكون له مدرسة تعرف به ويعرف بها إلا حين يكون له بصمة مميزة، ليس العبرة فيها الجودة والنجاح بل الأهم أن تكون أسلوباً خاصاً متفرداً. والمدارس تختلف؛ فأحدها الدينية، وهناك أيضاً الإدارية والاجتماعية..
المدارس الدينية على درجات في نظرتها وشموليتها وفقه واقعها، كما أن المدارس الإدارية تختلف في قدرتها على التغيير ومواجهة الأخطاء وتحمُّل ما تجلبه المواجهة من صراعات لا تلبث أن تهدأ بفعل التعود على الوضع الجديد والتكيف والتداخل معه.
الخوف والميل إلى التمييع والبحث الدائم عن السكون والاستئناس للهدوء والاستكانة أهدرت الكثير من أوقاتنا، وجعلتنا في دائرة ندور فيها حيث مكاننا.
في المدارس الاجتماعية ثمة خطابات متعددة تخضع لمقاييس الهندسة الاجتماعية ومعاييرها وتكوينها الثقافي؛ فثمة مَنْ يجد في الدوائر الصغيرة رفداً للدائرة الكبرى، وثمة من يرى في محو الدوائر الصغيرة والمتعددة مجالاً رحباً لاتساع الدائرة الكبرى التي تحوي الجميع.
لينظر كل منا إلى أي المدارس ينتمي دينياً وإدارياً واجتماعياً؛ لأن شعورك بأنك منتم إلى مدرسة ما لها توصيفها ولها خصائصها ولها تمايزاتها وتحولاتها يجعلك تطمئن لخط سيرك الواعي في الحياة، ولربما اكتشفت أنك خليط من مجموعة مدارس؛ فتستطيع أن تصنف نفسك حينها بأنك منتم لمدرسة الحياة الناهضة.