أثارتْ الوثائقُ التي كشفَ عنها موقعُ وكيليكس الكثيرَ من الاهتمامات وردود الأفعال التي تركزتْ على ما يجري من جرائم وفظائع ارتكبها المحتلون والعملاء في أفغانستان والعراق، والتي أظهرتْ حجمَ الآثام التي يرتكبها الغزاة والمحتلون عندما يطأ جنودهم أرض تلك البلدان. فالغزاة والمحتلون، وفي كل العصور والأزمان، لا يجلبون للدول التي يغزونها ويحتلونها إلا الدمار والتخريب وقتل أهل تلك البلدان والأقطار. ولهذا، فليس غريباً أن يرتكبَ جنود الاحتلال في العراق وأفغانستان وعملاؤهم كلَّ ما كَشفَ عنه موقع ويكيلكس، بل هناك وقائعٌ وفظائع لم يُكشف عنها، وَعَدَ القائمون على الموقع أنْ ينشروها فيما بعد، وأنَّ هناك أحداثاً ووقائع وفظائع لم تصل إلى أصحاب الموقع. وهذا متوقعٌ في كلِّ الأقطار التي تتعرض للاحتلال. فالجرائم والأحداث والفظائع التي نشرها ويكيلكس، وإنْ كانت معروفةً في مكان الأحداث في العراق وأفغانستان، فقد ساعد نشرها في موقع ويكيلكس معرفتها في كل أنحاء العالم.
الذي نريد أن نصل إليه، هو أنَّ المحتلين وعملاءهم في أي قطر جميعهم يرتكبون الآثام والجرائم، لأنَّهم أُرسِلوا لارتكاب مثل هذه الأعمال. وأهالي المناطق المحتلة، وكلُّ من يتابع ما يحدث في تلك المناطق المحتلة، يعرف ويعلم الكثير من الأحداث والقصص المؤلمة، التي كثيراً ما يُغَيِّبُها الإعلامُ والمتواطئون مع المحتلين. فالجرائم والفظائع التي نُشرت عمَّا جرى ويجري في العراق وأفغانستان، تتشابه لما يجري ويحصل في فلسطين المحتلة، التي تشهد يومياً العديد من حالات القتل والإبادة الجماعية، والاستهانة بالإنسان وحرمانه من حقوقه المشروعة.
جرائم تُصنَّف -بلا تردد- جرائمَ ضد الإنسانية، ومع هذا فإنَّ هذه الجرائم والفظائع التي تُرتكب في فلسطين المحتلة -وهي التي تعاني من الاحتلال أكثر من نصف قرن- والتي لا شك بأنَّها مرصودةٌ ومثبتة، ولا بد من أنَّ موقعاً مثل ويكيلكس لديه الاطلاع ونسخٌ من وثائق لجرائم الاحتلال في فلسطين المحتلة، والتي لم يسبق لهذا الموقع أو غيره أن كشف عنها أو تحدث عنها. فهل نفوذ الصهاينة تحجب الحقيقة عن المواقع..؟! أما لأنَّ إسرائيل فوق المحاسبة وأنَّها أقوى حتى من سيدتها أمريكا!!